أوضح الباحث في علم الجينات والعلاج المناعي دكتور ياسر الضامن، أن الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا تقل مناعتهم بعد 3 – 6 أشهر، لذا يلزمهم أخذ اللقاح، حيث تكون المناعة لمدة قصيرة، ومن المتعارف أن الفيروسات التاجية لا تسمح للجهاز المناعي أن تكون المناعة طويلة المدى، مشيرًا إلى ضرورة أخذ اللقاح لكبار السن، وأن لقاح كورونا لا يغني عن أخذ لقاح الإنفلونزا.
وقال “الضامن” إن اللقاح لا يتعارض مع أدوية معينة بحكم التجارب التي تمت خلال هذه الفترة، ولكن مستقبلًا ماذا سيحدث لا علم لهم، منوهًا إلى أن من بين مليون متعاطٍ حدث لشخص واحد تفاعل مناعي حاد، لافتًا إلى أن ماسنجر RNA لا يسبب أي مشاكل وليس له علاقة بالحساسية، وقد يكون ذلك بسبب بعض مكونات اللقاح وهذا لا يثير القلق، ومن يعانون من حساسية خفيفة لا مانع لديهم من أخذ اللقاح.
وأكد أهمية أخذ الجرعتين من اللقاح، حيث تكون المدة الفاصلة بين الجرعتين 3 أسابيع، وبعد 6 أسابيع تكون المناعة قوية وتمنع الفيروس بنسبة 95%، فاللقاح المركز يستهدف البروتين لتكون المناعة قوية وتركيز عالٍ من الأجسام المضادة، لافتًا إلى أن شركة “جونسون آند جونسون” تعمل على تطوير اللقاح وأخذه بجرعة واحدة.
ودعا “الضامن” لأخذ اللقاح لفاعليته في حماية الشخص بنسبة 90-95% من الإصابة بالفيروس، مشيرًا إلى أن 80% لو أخذوا اللقاح سيحميهم ويمنع انتشار الفيروس في فترة بسيطة ويختفي، مع الالتزام بالاحترازات الوقائية.
وأضاف أن مرضى السكري والقلب وارتفاع ضغط الدم عليهم باستشارة الطبيب المختص قبل أخذ اللقاح، وكذلك من يستخدمون الأدوية المثبطة للمناعة وأهمية أخذه لمرضى السرطان، بينما المرأة الحامل والمرضى لم تثبت الدراسات آثار أخذ اللقاح عليهم ولم تعمل لهم، منوهًا إلى أنه لحد الآن لم يتم التعرف على التوابع المستقبلية للفيروس لعدم وضوحها حاليًا.
وذكر أن فيروس كورونا من الفيروسات التاجية، وهي من النوع RNA التي تتغير بشكل غير سريع، وهذا الأمر ساعد كثيرًا في تصنيع اللقاح خلال مدة قصيرة، حيث أخذت الشفرات من RNA وبحكم التكنولوجيا لم يستغرق ذلك أكثر من 5 أيام لأخذ التركيبة الجينية للفيروس، وبذلك قامت الشركات بالتسريع من عملية تصنيع اللقاح، مبينًا أنه على أفراد المجتمع أن يعلموا أن عملية التصنيع أخذت نفس الخطوات والدقة، ولكن بشكل أسرع بسبب ظروف الوباء.
وأوضح أن شركة فايزر وموديرنا حصلت على تصريح الحكومة الأمريكية لصنع اللقاح حتى قبل تجربته، مشيرًا إلى أن المرحلة السريرية الأولى تُعمل لتجربة سُمية اللقاح، وهل هو آمن أو يعرض لمشاكل، وتجربته على عدد قليل من الناس 30 – 40 متطوعًا، والتي استغرقت شهرين، وهذه المرحلة بدأت منذ شهر 6 /2020.
وأضاف أنه في المرحلة السريرية الثانية والثالثة وصل عدد المتطوعين إلى 45 ألفًا وفي فترة زمنية قياسية، وهذا ساعد شركتي فايزر وموديرنا على جمع وتحليل ومراجعة البيانات بسرعة، مشيرًا إلى أن بعض الحكومات حجزت اللقاحات قبل التجربة السريرية.
وبين “الضامن” آلية صنع اللقاحات التقليدية للفيروسات والتي تعمل بمبدأ أساسي، وهو حقن الجسم بجرعات مخفضة من الفيروس لتحفيز المناعة البشرية على إنتاج أجسام مضادة يتم حفظها في الذاكرة المناعية ومن ثم إعادة استخدامها مرة في حالة التعرض لذات الفيروس مرة أخرى مستقبلًا.
وأكد أن اللقاح الذي استخدمته شركتا فايزر وموديرنا يعتمد على حمض ماسنجر RNA، ويشمل استخلاص الشفرة الوراثية للبروتينات الشوكية (Spike) الموجودة على سطح الفيروس، ومن خلالها يتمكن الفيروس من التعرف والالتصاق بالخلية البشرية والاندماج فيها، وهذا الجزء من الفيروس تحديدًا، هو الذي يدفع الجهاز المناعي إلى إنتاج أجسام مضادة لمقاومته.
ونفى بعض المعلومات المغلوطة، والتي تم تداولها بين الناس بأن ماسنجر RNA يُغير من الشفرة الوراثية DNA، حيث استغلوا فكرة تصنيع اللقاحات باستخدام الفيروسات بالطريقة التقليدية، لافتًا إلى أن ماسنجر RNA يتكسر بسرعة ومن الصعب أن يدخل لنواة الخلية.
وتحدث عن السلالة الجديدة التي ظهرت لفيروس كورونا ببريطانيا وسببت حالات من الهلع، مشيرًا إلى أن هذا التغير متوقع، ففيروسات RNA التاجية تتغير مع الوقت، حيث إن بروتين spike حدث 20 تغيرًا له في الأحماض الأمينية واكتشف قبل 3 أشهر في بريطانيا ودول أخرى، وأن 80% من هذا النوع ظهر منذ شهر 9، والذي يبقى في الأنف أكثر من الرئة، ولكن اللقاح سيحمي من الإصابة بهذا الفيروس.
واختتم “الضامن” اللقاء الذي أداره المدرب محمد الخنيزي برسالة وجهها للجميع قائلًا: “عليكم باستقصاء مصدر المعلومة من مصدرها الصحيح والبعد عن الإشاعات واتباع الإجراءات الاحترازية الوقائية، وأخذ اللقاح فهو آمن وفعال”.