أول كارثة طيران في الخليج

على يدي جرى الحديث وفي يوم السبت ٥/ ١٢/ ١٣٨٣هـ الموافق ١٨/ ٤/ ١٩٦٤م كنت موجوداً في مطار الظهران الدولي مع مجموعة كبيرة من عائلة المصلي وآخرين رجالاً ونساءً لاستقبال رجل من شخصيات القطيف، ومن أوائل المبتعثين للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية ولاية تكساس، وقد كنا في غاية السرور والفرحة لنرى تلك الطلعة البهية للعم أحمد عيسى المصلي.

ولكن رجعنا على أن الطائرة لم تصل والأسباب هبوب عاصفة مغبرة قوية أخرت وصول الرحلة من بيروت إلى الظهران على خطوط الشرق الأوسط اللبنانية.

ومع الأسف في صباح اليوم التالي صحونا على هول الفاجعة على أن الطائرة شوهدت وهي تطفو على مياه الخليج عند العزيزية ولم ينج أحد وتوفي جميع الركاب.

ولما عرف أهالي القطيف الخبر سمعت من أشخاص بإغلاق بعض المحلات وتأثر الناس كثيراً لأول كارثة طيران وفاجعة حقيقية وانهالت على تاروت المعزين من دول الخليج والمنطقة الشرقية وأذكر من قرأ الفاتحة في حسينية الشايب السيد مهدي السويج.

ولم نصدق أنه كان في هذه الرحلة لعدم وجود جثمان الفقيد، وفي متحف المصلي جميع الوثائق حول العم ومنها المراسلات بين الجد عيسى وأبنائه للجهات المختصة وجاءت الخطابات تؤكد صعوده هذه الطائرة للرحلة رقم ٤٤٤، ولديه طردان.

وما يتداول في التواصل لصورة الثلاثة السعوديين في الحادث، لهو احتفاء بهؤلاء الذين تركوا الأهل والأعزاء من أولاد وغيرهم وتغربوا لتمثيل وطنهم الغالي للدراسة والحصول على الشهادات والخبرات لتطوير بلدهم وتقدمه بين مصاف الأمم والشعوب المتحضرة فرحمهم الله جميعاً.


الفنان التشكيلي محمد المصلي


آخر صورة للفقيد أرسلها صديقه الأمريكي مع التعزية



error: المحتوي محمي