ذكر اختصاصي النطق والسمع وعلوم اللغة فتحي العوامي أن التأتأة مشكلة كلامية شائعة نسبيًا في مرحلة الطفولة، ويمكن أن تستمر حتى ما بعد البلوغ عند ظروف معينة، فهي اضطراب يُصيب الأطفال والكبار في الطلاقة الكلامية ولا يستطيعون التكلم بشكل طبيعي.
وأوضح “العوامي” أن بداية نمو الطفل يكون فيها تكوين اللغة وبناء المحصلة اللغوية واكتساب الكلمات في مرحلة عمرية، وطريقة التعبير لديهم بعدم الطلاقة الكلامية، والمفترض أن تنتهي بمجرد التحاق الطفل بالمدرسة إلا إذا حدثت ضغوطات وسلوكيات معينة لابد من مراجعة اختصاصي التأتأة.
وتناول العوامل التي تُساهم في حدوث اضطرابات اللغة والطلاقة الكلامية، ومنها أساسية يكون فيها تكرار الكلمات بشكل غير طبيعي أو الإطالة والوقفات، إضافةً إلى سلوكيات ثانوية قد تُصاحب شدة التأتأة مثل؛ رمش العين بشكل سريع، والهروب من التأتأة، وإبعاد النظر للطرف الآخر عند الحديث معه، وكذلك قبضة اليد وتشنجها، وحركة الشفاه الاهتزازية.
ونبه “العوامي” على أهمية زيارة اختصاصي لعلاج التأتأة إذا استمرت عند الطفل لأكثر من 6 أشهر، وعندما تحدث بشكل متكرر وإذا صاحبته سلوكيات ثانوية، لافتًا إلى أن من أصعب الأسئلة التي يواجهها الاختصاصي: “ما هي أسباب التأتأة؟”.
وتحدث عن أنواع التأتأة التي قد تكون توترية لفترة معينة أو تشنجية تؤثر على اليدين وتعابير الوجه، وهذه مرحلة متقدمة تستلزم العلاج، مشيرًا إلى أن الطفل عندما يتكلم عن شيء يحبه تقل عنده درجة التأتأة.
وأكد أن جميع الأسباب فرضيات ونظريات ولا توجد لها دراسة علمية، ومن أسبابها وراثية، أو الدلال الزائد، أو الحرمان العاطفي، والعنف اللفظي والجسدي، وتزداد “التأتأة” بعدم الثقة بالنفس وألم الفقد، وقد تكون بيئية، منوهًا إلى أن نسبة إصابة الذكور بالتأتأة أكثر من الإناث.
وبين أن الطفل المصاب بالتأتأة لا يُدرك أنه مصاب بذلك ما قبل المدرسة، وعلى الوالدين أن لا يخبرا الطفل فهو في هذه المرحلة يحتاج فقط إلى الإرشادات والتوجيهات، أما الكبار فيدركون مشكلتهم لأنهم يمتلكون الوعي وتوضيح ذلك، ويجب تشجيعهم على الإصرار لتخطي هذه المشكلة، لافتًا إلى أن اضطراب التأتأة لا ينتهي أبدًا، وقد يعود من جديد عند الضغوط بنسبة 60-65%.
وشدد “العوامي” على ضرورة دراسة حالة اضطراب التأتأة، ومقابلة الوالدين لتدوين ملاحظاتهما ودراستها، وبعدها مقابلة الطفل لتقييم وضعه والبدء بخطة علاجية، منوهًا إلى أنه من الصعب تحديد مدة الجلسات العلاجية فكل طفل يختلف عن الآخر.
وقال: “يجب على الوالدين تجنب العصبية مع المصاب بالتأتأة، واستخدام الوقفيات عند تدريبه على الطلاقة بالكلام، والبحث عن الأسباب ومعرفتها لبداية العلاج، مشيرًا إلى أن الحالات التي يستقبلها في مركز أصدقاء تعزيز الصحة النفسية ازدادت ما بين 20 إلى 30% على مستوى القطيف، خلال الأربعة الأشهر الماضية، وهي الفترة المتزامنة مع الدراسة عبر منصة “مدرستي”، منوهًا إلى أن تلك الحالات في الأساس كانت تعاني من التأتأة مسبقًا إلا أن ضغوط الدراسة عن بعد ساهت في عودتها، مضيفًا إن تلك الضغوط تأتي من الأمهات مع أطفالهن ومطالبتهم بأن يكونوا رقم “1” في المدرسة.
وأضاف أن العلاج التنفسي له دور في تحسين الطلاقة الكلامية، إضافةً للعلاج المعرفي السلوكي والمحافظة على ثقة الطفل بالتشجيع والتعزيز وسحبه من الضغوط التي يمر بها.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمته مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية تحت عنوان “سلوكيات التأتأة.. الاستراتيجيات وطرق علاجها”، وأدار حواره معلم التربية الخاصة منير الشيخ عبر منصة “إنستجرام”، يوم الأحد 20 ديسمبر 2020م.