جزيرة تاروت «تراث الماضي عروس المستقبل»

جزيرة تاروت بأكملها، وجهة سياحية استثمارية مميزة، هذا ما أجمع واتفق عليه الجميع منذ القدم، فإذا ما تم تسليط الضوء على الاهتمام بالتطوير، بدءاً من البنية التحتية، وإعادة سفلتة الشوارع وتنظيمها، وتحسين المداخل والإنارة، والاعتناء بالتشجير وصيانة الطرق والمواقع الأثرية من حيث ترميم المتصدع منها وإعادة ما اندثر وهدم، فالمجال أصبح مفتوحاً أكثر من قبل.

جزيرة تاروت الكبيرة في التعداد السكاني والمترامية الأطراف، تمتاز بمواقع أثرية، عرفت منذ عراقة التاريخ القديم، وجزيرة تاروت الواسعة في المساحة الجغرافية تمتلك شواطئ بحرية جميلة ورائعة وهي تستقطب على مر العصور العديد من السياح والزوار من الداخل والخارج، والجميع يشهد بما لا يدع مجالاً للشك أن القطاع السياحي والترفيهي بالوطن الغالي (المملكة العربية السعودية) يتلقى كل الدعم والعناية من حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظهما الله – وإن التشجيع على السياحة المحلية يتوسع يوماً بعد يوم ومع كل جديد.

إن من الأهداف والحصيلة الأساسية لرؤية 2030 أنها فتحت عصراً ذهبياً لامعاً من النماء والإبداع بقيادة حكيمة وشجاعة، قد أبرزت الصورة الجمالية للمملكة وقد أثمرت عن بذل المزيد من الجهود والطموح لدى الشعب السعودي والرقي بإنجازاته اليومية في مجال السياحة والترفيه وبكل الميادين، كما أن الدولة حفظها الله بذلت الكثير من الجهد والأموال ووضعت الخطط المستقبلية الإستراتيجية لتجاوز الصعوبات في كل المدن والمتعلقة بالشأن السياحي والترفيهي ومن هذه المدن العملاقة “جزيرة تاروت” لتنفيذ ما تحرص عليه الدولة من إسعاد المواطن ومن أجل إدراج التراث والمواقع الأثرية والطبيعية الثمينة، ضمن المؤشرات العالمية المشهود لها.

ليست وليدة الساعة وجزيرة تاروت بمواقعها الأثرية الجذابة وسواحلها ذات الرملة البيضاء البحرية الجميلة، حيث زارها العديد من مختلف الجنسيات، وأعجبوا بها وعشقوها واستهواهم ما شاهدوه بـ”أم أعينهم” من روعة جمالها والمناظر الطبيعية فيها، وما زرعته في قلوبهم من الحب لأرضها وطيب أهلها، وإن تزايد الزوار من المواطنين والمقيمين ومن بعض المسؤولين وكبار الشخصيات ومن المؤرخين والباحثين والفنانين والمهتمين، فهذه الحقبة الزمنية الماضية، جاءت بمثابة رسالة وموجة سياحية مؤثرة ومشيرة في نفس الوقت إلى ضرورة التشجيع على السياحة ومن ناحية أخرى مطالبة الإعلام المحلي الموقر، ببذل المزيد من الدعم من خلال جميع قنواته وكشريك ومشجع للسياحة والترفيه.

لا يفوتنا أن نشيد بما أسعد وأثلج الصدور، نذكر منها ما قامت به بعض الجهات الرسمية والأهلية من جهود جبارة، وزيارة الوفد الكريم، يتقدمه معالي أمين المنطقة الشرقية، ويصاحبه سعادة الرئيس التنفيدي لهيئة تطوير المنطقة الشرقية، وسعادة وكيل الأمين للتعمير والمشاريع، وسعادة المدير العام لهيئة السياحة والتراث بالمنطقة الشرقية، وسعادة رئيس بلدية محافظة القطيف، وعدد من المسؤولين، وشروع بلدية محافظة القطيف ممثلة ببلدية جزيرة تاروت من بادرة جميلة يشكرون عليها، وإنارة القلعة التاريخية وتشجير محيطها مما أضاف لمسة من الجمال، وتهيئة مواقف السيارات للزوار حيث لقيت (جميعها) ترحيباً من الأهالي، والجهود الأهلية أيضًا من أبناء جزيرة تاروت، بترميم وإصلاح الميسر من البيوت القديمة، وتهيئة متاحف منزلية ومواقع أثرية، ما يسمى “زرنوق السعادة” والتي أضافت لمسات جمالية وبهجة لزوارها، وما يقوم به بعض المهتمين بالتراث والترويج السياحي والترفيهي ومرشدي السياحة من الأهالي الأوفياء، بتنظيم رحلات وزيارات لضيوف من داخل وخارج المحافظة، للاطلاع على هذه المواقع الأثرية ومعالمها التراثية الساحرة والتي ما زالت أسرار مكنونها في باطنها.

ومما هو جدير بالذكر والتقدير وكل الشكر والإمتنان العميق، تلك المتابعة الدائمة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز (رعاهما الله) وبتوجيهاتهما الحثيثة، بتنفيد وإنجاز المشاريع التنموية والسياحية بما يحقق النمو والازدهار وينعم بها الجميع من المواطنين والمقيمين.


error: المحتوي محمي