واقع أطروحات النخب

هل تعتقد أن مجتمعنا بحاجة إلى أطروحات ذات بعد شخصي لتثقيفه؟ أو نحن بحاجة إلى مناحٍ ومناشط وفعاليات أخرى تمس واقعنا وتتفاعل مع قضايانا الاجتماعية والاقتصادية؟ فمن الواضح أن علاقة غالبية المجتمع بهذه الأطروحات اتسمت بالسلبية والبعد عنها لعدم وجود جدوى في مضامين هذه الأطروحات.

إسهامات كثيرة من بعض النخب في الأطروحات والفعاليات ذات البعد الثقافي البعيد كل البعد عن قضايانا الفكرية والمجتمعية، يمكن أن نطلق عليها أطروحات ذات بعد نظري بحت في أطر وقضايا بعيدة كل البعد عن همومنا وتغييب قسري لفكرنا الأصيل ذي البعد الثقافي المميز.

ما ينبغي أن يتناول بإسهاب وبتفصيل هو تنوير المجتمع نحو الأفضل في ما يرتبط بحياته وتنشيط الحركة الفكرية التفاعلية ودفعها للأمام بكل عزم وإرادة خارج الأطر المزدوجة وبمسار متسق يعزز فينا روح الجسد الواحد.

إن تداعيات وتأثير غالبية هذه الأطروحات لا يخرج عن القاعة التي  تعقد فيها هذه الندوات أو ورش العمل، فلا تأثير لها مطلقاً على المجتمع في معظم أطيافه، فهي حبيسة فكر صانعيه بطريقة حماسية تتناسب وحالة المتفاعل معها وقت انعقاد الندوة.

أتساءل إلى متى هذا الضياع الفكري وعدم السير ببوصلة ذات أبعاد فكرية عملية قيمة وبعد اجتماعي يقاوم الأفكار الأخرى الهدامة والدخيلة علينا.

غائب عن فكرنا أن تلك الحروف والكلمات قد لا تؤثر فينا إيجاباً بل تأثيرها سلبي، فيا حبذا لو خرجنا من عالم الوهم والخيال إلى عالم الواقع وتناولنا واقعنا المؤلم وما نعيشه من تحديات يومية في مجتمعنا وتوجيه أهدافنا ورؤيتنا المستقبلية نحو بناء مجتمع واقعي يهتم بأمره وشؤونه بعيداً عن المجاملات والسير وراء عناوين براقة ذات أبعاد شخصية لا تمت للحركة الفكرية لمجتمعنا بصلة.

نأمل أن نكون جزءاً فعالاً في بناء وتطوير مجتمعنا والتعاطي مع قضاياه بكل أريحية، ولا نسعى لهدم وتحريف بعض القيم من حيث ندري أو لا ندري.

من الجميل أن تكون رؤيتنا لهذه الأطروحات هي صناعة مشروع فكري ذي أبعاد تنموية وتطويرية تخدم  مجتمعنا بكل أطيافه وأبعاده الثقافية من خلال أفكار إبداعية لمشاريع نهضوية وتنموية واقتصادية وفكرية  ذات قيمة معرفية تمكن صاحب المشروع من المساهمة في رفع مستوى أداء العمل، وذلك لإنجاح الهدف المنشود من هذا المشروع.



error: المحتوي محمي