إن أخطر ما يواجه العلم حين يبرز في الساحة الأنصاف والأرباع من مدعي العلم والمعرفة، هؤلاء الذين لا دأب لهم إلا الإفتاء في كل شاردة وواردة، ولعل ما صاحب لقاح كـورونا من حملة مضادة من قبل هؤلاء النشطين والذين وجدوا ضالتهم المفقودة وكذلك فرصتهم السانحة مع الجائحة.
فهناك من ادعى بدون علم وأفتى في شأن ليس له فيه صلة أو علاقة، وتكلم عن الخطر الداهم الذي سيواجه البشر بسبب هذا اللقاح، وهم لا يخرجون من أفكار المؤامرة مع أي مستجد ينفع العالم، فما إن ينتهوا من موضوع إلا ويترقبوا قادماً آخر، لعلهم يشبعوا مركبات النقص المعشعشة في عقولهم.
نشطت عملية البروباغندا مع تفشي الجائحة، بحيث صاحبتها في جميع مراحلها وصولاً لمرحلة إعطاء اللقاح المضاد.
والبروباغندا اليوم تقدم معلومات منقوصة وكذلك غير علمية، أي أنها تقوم بعملية تضليل المتلقي بطريقة لا يجانبها الشق العاطفي واستمالة المشاعر، وخصوصاً في حالة التعرض للأزمات الكبرى مثل الجائحة.
العالم اليوم بأمس الحاجة للتخلص من هذا الوباء الذي لم يسبق له مثيل من ناحية شل آلية الاقتصاد العالمي وتعطيل ترس الصناعات الثقيلة والخفيفة، هذا العالم يتعطش لإنهاء أزمته ومعاودة نشاطه كما هو معتاد، ثم لا نبتعد عن أرقام الضحايا في العالم وقد تجاوز عددها (1,650,000) ضحية لهذا الوباء.
وفي سبيل مواجهة الدعايات المضللة والبروباغندا السوداء، كان لا بد من تقدم كبار القوم في العالم لأخد اللقاح لبث الطمأنينة والسكينة للمجتمعات، في الولايات المتحدة الأمريكية تقدم الرئيس دونالد ترامب وفريقه الرئاسي لأخذ اللقاح، وكذلك في المملكة كان لظهور وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة الأثر الطيب والإيجابي في المجتمع، وخاصة مع ارتفاع وانتشار وتيرة بث المواد التي تحبط المجتمع وتخيفه من أخذ اللقاح المنقذ.
لنكن على دراية بأن الروايات والأقاويل التي تشكك في اللقاحات التي تنتشر عبر الإنترنت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لا تستند إلى أي أدلة علمية.