الحوار.. معضلة الأزواج

يشكو الكثير من الأزواج انعدام الحوار بينهما، أو أن الحوار سبب لكثير من المشكلات في حياتهما الزوجية.

وفي المقابل نرى ونسمع المستشارين الأسريين ينادون بالحوار لحل المشكلات، وأنه من أنجع وأفضل طرق حل المشكلات الزوجية، فيا ترى أين تقع المشكلة؟!
وهل الحوار بالفعل سبب للمشكلات أم من أفضل طرق حلها؟!

المشكلة الرئيسة تقع في أسلوب التعاطي مع الحوار، وانخفاض ثقافة الحوار بين الزوجين، أو عند أحدهما على أقل تقدير، وعدم معرفة كل منهما بخصائص الآخر، فالزوج قد لا يعي معنى الكلام بالنسبة للزوجة، والزوجة قد لا تدرك معنى البيت بالنسبة للزوج، وعلى ذلك فقس.

هنا نذكر بعض الأمور التي ينبغي علينا إدراكها والتعامل بها حتى نقلب المعادلة ليكون الحوار لدينا هو من أفضل الأمور لحل المشكلات بدلًا من أن يكون سببًا لها:

الأمر الأول: البيت بالنسبة للزوجة هو مملكتها الخاصة والتي تشعر فيه بحرية الكلام بينما الزوج ينظر للبيت على أنه المكان المعد لراحته، فإذا اختلف هذا التركيب شعرت الزوجة أن زوجها لا يستمع لها مثلاً ويقل كلامه معها، وشعر الزوج أن البيت لم يعد مكان راحته، فعندها ستظهر مشكلة وتبدأ بالنمو أكثر وأكثر.
ونصيحتنا هنا لكلا الزوجين أن يراعي كل منهما طبيعة الآخر فالزوج عليه أن يخصص وقتًا لزوجته للاستماع لها والكلام معها والتخفيف عنها، وعلى الزوجة أن تهيئ البيت لراحة الزوج وألا تثقل عليه ليكون مكان راحته بدلاً من مكان إزعاجه.

الأمر الثاني: إذا كانت لدينا مشكلة قائمة ونريد علاجها عن طريق الحوار، فينبغي أن نسلك سبل الحوار الآمن ونبتعد عن كل ما يهدد هذا الأمن وذلك باتباع الخطوات التالية:
1/ اختيار الوقت المناسب لكلا الطرفين.
2/ صناعة الألفة قبل الدخول في الحوار، وهي من الأمور الضرورية جدًا، فلا نفتح حواراً في وقت الغضب، بل علينا تهيئة الأنفس والاقتراب الروحي من شريك الحياة، حتى إذا تأكدنا من ذلك بدأنا الحوار.
3/ أن نعقد اتفاقاً بيننا أننا سنضع يدينا بيد بعض للتخلص من مشكلاتنا عن طريق الحوار وأنه سيحل المشكلة ولن يعقدها.
4/ أثناء الحوار لا نستخدم الاتهامات أبدًا أو اللوم، وكلمتي (أنا وأنت)، بل نستبدلهما بكلمة (نحن)، حتى نسمو بأنفسنا وعلاقتنا إلى ما نريد.
5/ استخدام الكلمات المحببة للآخر أثناء الحوار مثل (حبيبي/ حبيبتي.. إلخ) ونبتعد عن أي لفظ غير لائق.
6/ لنتقبل الكلام من الطرف الآخر، لا أن نمسك كل كلمة ونبدأ بالرد عليها.
7/ في ختام الحوار تقديم الشكر للطرف الآخر على رحابة صدره وحرصه على إصلاح العلاقة.

أخواني وأخواتي الأعزاء..
لنكن على ثقة بأن نظرتنا للحوار كفيلة بإنجاح الحوار من عدمه، فإن نظرنا بعينٍ إيجابية متفائلة، كانت النتيجة كذلك والعكس صحيح.



error: المحتوي محمي