وُلِدَ الزَّكيُّ العسكريُّ و أشرقت
دُنيا الوُجودِ بنورِهِ لمَّا سطَع
و تغنَّتِ الأشعارُ مدحاً للذي
بالمجدِ حلَّقَ في المَعالي و ارتفع
لإمامِنا الهادي نزُفُّ بشارةً
لبزوغِ بدرٍ في الخليقةِ قد طلَع
بُشراكَ يابن المُصطفى بقدومِهِ
فلقد أتى طودٌ المكارمِ و الورَع
و استبشرت لمجيئهِ أشياعُكم
و الحفلُ لاحَ بأنسِهِ كالمنتَجع
فرِحت لفرحتِكم و جاءت بالهنا
تُبدي السُّرورَ بصفوِ حُبٍّ قد نبَع
جاءت بميلادِ الزَّكيِّ لترتوي
مِن نبعِهِ رَيَّاً هُنالكَ ما انقطع
أنِست بمحفلِهِ البهيجِ و كيفَ لا
و بقلبِها حُبُّ الإمامِ قد انطبَع
تُصغي المسامِعُ للمديحِ بفرحةٍ
و الأجرُ يأتي مادِحاً و مَنِ استمَع
طابت بذكرِ العسكريِّ نُفُوسُنا
و بحفلِهِ الزّاهي تُراوِدُنا المُتَع
وُلِدَ الإمامُ بطَيبةٍ فزهت بهِ
و بنورِهِ ترنو الظّلامَ قد انقشَع
فهوَ الوليُّ و حُجَّةُ اللهِ الذي
مَن رامَ أمناً في النّشورِ لَهُ اتّبَع
قد مثَّلَ الآلَ الكِرامَ بسِيرَةٍ
و لَهُ اليدُ البيضا يجودُ و ما منَع
مُذ حلّ سامِرّاءَ أعشبتِ الرُّبى
و امتدَّ فيها الاخضِرارُ بما اتَّسع
ما حلَّ نسلُ المُصطفى في بُقعةٍ
إلاّ و حلَّ صُعودُ مجدٍ لم يقَع
تحكي مناقبُهُ الشّريفةُ معدِناً
في الخلقِ طابَ و في البرايا قد لمَع
ما رامَهُ ذو حاجةٍ إلاّ رأى
مِنْهُ النَّوالَ و مِن يدَيهِ قد انتفَع
جِئنا بمَولدِهِ نُهَنِّئُ سادةً
بهِمُ المُوالي لا يجي ءُ لَهُ هلَع
هو غُصنُ دوحةِ أحمدٍ خيرِ الورى
أكرِم بغُصنٍ قد تورّدَ و افترَع
هو والدُ المهديِّ مَن بظهُورِهِ
سَيَعُمُّ أمنٌ في العبادِ بلا فزَع
قد عسكرت أفراحُنا للعسكري
في حفلِهِ طُوبى لهذا المُجتمَع
يغدونَ في ألَقِ السَّعادةِ و الهَنا
فرِحينَ بالمَولى الإمامِ المُتَّبَع
طُوبى لأُمٍّ أنجبتْهُ و والِدٍ
و لِمُؤمِنٍ نهَلَ الولايةَ و ارتضَع
صَلَّى عليهِ إلهُنا ما أشرقت
شمسٌ و وافتنا الحَمائمُ بالسَّجَع