سليس عن الشك المرضي: 5 سيدات من بين 200 يعانين منه.. و«جميع الرجال خائنين» ترسخه

أكد الاستشاري الأسري محمد سليس أن الشك في العلاقة الزوجية يُدمرها ويُلغي حُكم العقل فيها، فهو من صنع الخيال وحده ويجعله يتحكم بتصرفاته مع الطرف الآخر، فالشك حالة ذهنية يكون الدماغ فيها مُعلقًا بين افتراضين متناقضتين أو أكثر، ويعجز عن قبول أي منهما على المستوى العاطفي والتذبذب بين التصديق والإنكار.

وأوضح “سليس” أن الشك ينقسم إلى نوعين؛ إما أن يكون سلوكيًا أو مرضيًا، مشيرًا إلى أن الشك المرضي أكثر خطورة على حياة الإنسان وصحته النفسية والاضطرابات والأوهام.

ولفت إلى أن بعض الدراسات الأمريكية كشفت أن من بين كل 200 رجل يوجد رجل واحد مريض بالشك، وبين كل 200 امرأة توجد 5 سيدات مريضات بالشك، وقد لا تكون هذه الدراسة ثابتة في مجتمعنا الشرقي.

جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمتها اللجنة الصحية بجمعية تاروت الخيرية للخدمات الاجتماعية، بعنوان “تهيؤات الشك بين الزوجين.. سلوك أم مرض” الثلاثاء 24 نوفمبر 2020م، عبر منصة “إنستجرام”.

وقال “سليس” إن “البارانويا” نمط تفكير ينجم عنه الشعور غير المنطقي ويفقد الثقة بالناس والشك فيهم واعتقاده الدائم بوجود تهديد ما، وإلحاق الأذى بالآخرين، رغم عدم وجود دليل على ذلك، ويظل الشخص المصاب بـ”البارانويا” لا يُفرق بين الحقيقة والوهم ولا يثبت على فكرة واحدة، ويتسم بالعصبية والعناد وقد يضرب نفسه أو الآخرين.

ونوه إلى أن سوء الظن بالطرف الآخر في الحياة الزوجية يؤدي إلى التجسس والشك، ويبدأ الشخص بعرض القضية من جانبه وإحساسه وتفسير ذلك من منظور تفكيره المريض ليبحث عن ما يؤكد شكوكه.

وتطرق “سليس” بالحديث عن المدارس السلوكية والتي أسسها فرويد قائلًا إن السلوك يتأثر بالمعرفة وإن كل سلوك الإنسان وانطباعاته واضطراباته وسلامته النفسية مترتبة من بداية الحياة وفي مراحله العمرية الأولى من الوالدين، وإن كانت هذه النظرية صحيحة فهي غير مثبتة علميًا وليست معممة، مشيرًا إلى أن المدرسة الذهنية يرتبط فيها الشك لتجربة الطفولة والخوف وفقدان الأمان ويتأثر بفكرة أو معلومة رسخت بالذهن كقول “جميع الرجال خائنين”.

وبين أن الشك مرتبط بشخصية الإنسان والتي يلعب في تكوينها كل من العوامل الوراثية والبيئة الخارجية والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يتطبع بها لتزييف الحقائق.

وذكر أن الصعوبة تكمن في إقناع المصاب بمرض الشك بإقناعه باللجوء إلى الطبيب النفسي، ويعزو ذلك لتأثير المرض الذي يمنعه من الاعتراف بإصابته والوثوق بأشخاص آخرين.

وتناول “سليس” طرق العلاج للمصاب بالشك المرضي ومنها؛ العلاج النفسي، والعلاج السلوكي المعرفي الذي يُعد من أبرزها وأكثرها فاعلية ويتعلم منه كيفية السيطرة على أفكاره وأحاديث نفسه الداخلية للتقليل من نظرة الشك، إضافةً إلى تقوية الإيمان بالله والتأمل.

واختتم “سليس” اللقاء بكيفية التعامل مع المريض بالشك بعدم الضغط عليه وتبرير الأحداث، وكذلك لا نؤكد له السلوك الذي يعتقده.


error: المحتوي محمي