غرّدِ الصبحَ وأبكني يا زمانُ
راح عنّا الهوى، وفاتَ الأوانُ
راح عنَّا.. كل وجهٍ جميلٍ
مُعْشِبَ الحبَّ في يديهِ الأمانُ
الرياحين صمتُ قبرٍ كئيبٍ
أشرقتْ من ترابهِ الأشجانُ
والقبور التي تنام علينا
ضاق فيها المدى، ومات المكانُ
خاب في الموت من يسير طويلا
في حياةٍ يعيش فيها الجبانُ
ربَّ قبرٍ صار قصراً منيفًا
لعظامٍ تضمها الأكفانُ
أو أحطامًا تسير فيه المآسي
متعباتٍ سيعتليها الدخانُ
نحن يا أهلنا نصيرُ ترابًا
بعد عزٍّ يحيطه العنفوان
ملأ الحب في يدينا أناسا
فبكتنا بدمعةٍ أحزانُ
نحن يا ليل في السواد سواد
أو سديم سيعتليه الزمانُ
نعبرُ الموتَ كي نعودَ مرارًا
مثل صوتٍ تَغَنّى فيه الكمانُ
نُنْبَتُ اليومَ في السديم مرايا
كضياءٍ يسيرُ فيه المكانُ
وعلى جانب السماء حقول
يشعُ فيها المدى والزمانُ
تَعِبَ الموتُ من رحيل أناسٍ
وبكتنا من الأسى أحزانُ