عندما نعتني بذكريات الماضي من جزيرتنا الغالية تاروت وأعلامها فإننا نلمس تاريخاً عظيماً، تلك المرحلة التاريخية الجميلة التي عايشها الآباء والأجداد وكبار السن منا، والتي ما زال البعض منها باقياً وشاهداً بآثارها ومبانيها القديمة المتلاصقة، الديرة والعين العودة وحمام باشا، والقلعة الشامخة والمواقع الأثرية الأخرى المتعددة، التي بين طياتها القصص والعبر والتي تأخذك للوهلة الأولى عند رؤيتها أنها عبق تاريخ مغروس، هي تلك المناظر التراثية الساحرة، رغم ما اندثر منها والذي ليس بالقليل!
جزيرة تاروت التي كانت قديماً وحديثاً مقصداً للسياح من أنحاء الوطن وخارجه، تتجه نحو قفزة نوعية، تنموية سياحية – مستدامة، بفضل من الله ثم بدعم المؤسسات الخيرية والتنموية الأهلية والأندية الرياضية، وكذلك المشاركات الفردية والجماعية التطوعية، تُبذل جهوداً جبارة تحت مظلة بلدية تاروت وبتشجيع وحضور الأهالي من جميع محافظة القطيف والمناطق الأخرى.
أصبحت كل مواقعها التاريخية مفتوحة وعلى مدار أيام الأسبوع “شاطئ الرملة البيضاء” أحد هذه المواقع، بجزيرة تاروت والذي أحبه وعشقه الجميع، أصبح مفتوحاً للأهالي والزوار، بفعاليات متجددة كل يوم، وفي يوم السبت بوجه الخصوص، وهو يوم العطلة الأسبوعية حيث تنشط الفعاليات الأهلية والشعبية المتنوعة ذات الطابع التراثي والفني، المتميزة بالخصوصية التي لا نضير لها من العمل والتنظيم الأهلي التطوعي، حيث الاستقبال وكرم الضيافة وتقديم الهدايا التذكارية الرمزية، لمرتادي الشاطئ وللزوار القادمين من كل مكان.
استقبال راقٍ من فريق عمل مشترك بكوادره المميزة من الكبار والشباب والناشئين، تتقدمهم البراعم من كشافة “رسل السلام” المنظمة واللامعة (بقيادة حكيمة)، عمل وتفاعل عالٍ، بتواجد المسؤولين والداعمين والناشطين المتطوعين فالكل يعمل بروح من العطاء والأخوة وبتكاتف ملموس وعمل جماعي، يد بيد وبقلب واحد وبحيوية ونشاط، وهي من الأشياء الجميلة التي تبعث الفرح والسرور، تجدد روح التعاون والعمل المشترك في كل مناسبة ومما يشجع انضمام أنشطة أهلية من مختلف الأطياف، الحرف اليدوية، فالأسر المنتجة والفنون التشكيلية والتراثية والفلكلورية، والشعبية من الرسم بالحناء، والتوعية في السلامة والإسعافات الأولية، وغيرها الكثير، بحماس وطموح يشكرون عليه، فيه الإبراز الناصع والجميل والذي يعكس صورة مشرقة ومشرفة للجميع.
حقاً نحن الأهالي جميع الأهالي بجزيرة تاروت ببلداتها القديمة وأحيائها الجديدة وتعداد سكانها الكبير جداً، سعداء بهذه الإضاءة الترفيهية الجميلة والتي سوف تكتمل بإذن الله على الوجه المطلوب، حيث بدأ العمل على الأرض، والمضمون أصبح بيّناً لكل الأنظار (جزيرتنا أجمل) هذه الجزيرة التاريخية والأثرية العريقة “جزيرة تاروت” كباقي المدن الغالية، تحظى بعناية الدولة حفظها الله، من أجل أن ترتقي بوجهها الحضاري والسياحي المناسب، بتاريخها الأصيل وموقعها الجميل وهي جذب سياحي وأثري على مر الزمان، وكلنا أمل أن يستمر هذا التعاون والعطاء البنّاء والمثمر، لخدمة المجتمع والوطن الغالي (المملكة العربية السعودية).
