تغير ثقافة الاستهلاك

بعد فترة من العيش بنمط واحد ومستقر في جميع مجالات حياتنا الاجتماعية والصحية والاقتصادية والمهنية أطلت علينا فجأة  الجائحة وقسرًا غيرت سلوكياتنا وطرق العيش التي مارسناها طوال حياتنا، ومن أهمها ثقافة الاستهلاك التي سيطرت علينا بطريقة تلقائية وتعايشنا معها دون تخطيط أو تحكم أو قدرة على تصنيف الاحتياجات إلى  ضروريات وكماليات في كل ما نحتاجه من مأكل وملبس وضروريات حياتية، وبعد مضي فترة من هذه الجائحة استطعنا التأقلم مع الوضع الجديد ولم يكن هناك أي خلل فعلي في الاستهلاك أو نقص ملحوظ لاحتياجاتنا وأدى ذلك حتمًا إلى تغيير نمط حياتنا إلى أيحابي أو سلبي ولو جزئيًا في هذا الجانب؟

وهنا يطرح سؤال مهم وهو؛ كيف يمكن الاستفادة من هذه التجربة في تغيير  “ثقافة الاستهلاك”؟ وذلك بمراجعة طريقة وهدف التسوق الذي ينبغي أن ينطلق من فكرة الحاجة الفعلية للشراء لا من منطلق الترفيه أو كسر الملل والروتين اليومي.

وبمقارنة الوضع قبل الجائحة والآن، اتضح أن هناك خللًا في ثقافة الاستهلاك وطريقة التصنيف فيما نحتاج إليه ونقوم بشرائه واستطعنا التمييز بين الضروريات والكماليات في ممارساتنا التسويقية وهناك تحسن نسبي في السيطرة على بعض السلوكيات بالاستغناء عن أشياء كنا نحسبها من الضروريات واستطعنا العيش من دونها حيث كانت ترهق ميزانيتنا المالية.

وتعرفنا على المزيد من مصادر التسوق والتي من أهمهاالتسوق الذكي بخياراته الكثيرة كبدائل متاحة عن التسوق التقليدي. ومن فوائد هذه الخيارات البديلة هو تقليل ساعات التسوق والتزاحم في الأسواق والقدرة على مقارنة البدائل والخيارات دون عناء وتعب.

في الخاتمة أتمنى وأدعو للاستفادة من المكتسبات وأهمها التقيد والالتزام  بالإجراءت الوقائية الصحية وهي ظاهرة إيجابية نأمل استمرارها في غير أوقات الجائحة. ومن الناحية الاقتصادية استخدام الدفع  الإلكتروني والتسوق الذكي والوعي المالي وتغير مفاهيم التسوق لتكون سمة من سمات المجتمع الواعي في ممارساته الصحية والاقتصادية.



error: المحتوي محمي