ذكر استشاري مشارك جراحة أورام الثدي والغدد الصماء محمد الدحيلب أن سرطان الثدي أكثر انتشارًا عالميًا، ويمثل الرقم واحد بالنسبة لأنواع السرطان الأخرى عند النساء، وحسب إحصائية جمعية السرطان عالميًا يُمثل 30% من السرطانات التي تصاب بها المرأة، مشيرًا إلى أن وجود ورم أو كتلة في مكان غير طبيعي يشكل 80% من الأورام الحميدة في الثدي، و20% تكون الخلايا منقسمة بشكل غير طبيعي ولا يُطلق عليه سرطان إلا إذا أصبحت الخلايا في حالة انقسام غير طبيعي.
جاء ذلك خلال برنامج “ساعة صحة”، للحديث عن سرطان الثدي، عبر منصة “إنستجرام” جمعية السرطان السعودية – فرع القطيف، ويحاوره أمين الزهيري، يوم الثلاثاء 3 نوفمبر 2020م.
وأوضح “الدحيلب” أنه عندما تكون التغيرات نشطة بالفحص المختبري وتعطي دلالات أنها غير حميدة وتغزو الأنسجة الطبيعية المجاورة وتُسبب مشاكل تؤدي إلى خسارة العضو الذي انتشرت فيه، نُطلق عليه سرطان.
وحذر من انتظار النساء عند وجود كتلة في الثدي وعدم الذهاب للفحص عند الطبيب المختص مبكرًا، فالأعراض غير مرغوب فيها ولها ارتباط بمشاكل بالثدي، والتأخير يُقلل من نسب الشفاء.
وتحدث عن آلية الفحص والتقييم الثلاثي في عيادات جراحات الثدي من؛ فحص سريري والأشعة التليفزيونية والماموجرام، لافتًا إلى أن أخذ الخزعة يكون عند وجود كتلة مشتبه بها، وهذه المرحلة الثالثة من التقييم الثلاثي.
وبين أن للعمر دورًا أساسيًا في اختيار آلية الفحص المناسبة لكل سيدة ، عندما يكون العمر أقل من 35 عامًا يُفضل أن تبدأ بالأشعة التليفزيونية، ويعزو ذلك لكثافة الأنسجة بالثدي، مما يجعل أشعة الماموجرام غير واضحة ودقيقة، بينما فوق الأربعين عامًا يُنصح بالماموجرام.
وأضاف: “نبدأ بتغيير آلية الفحص عندما يكون للشخص تاريخ وراثي”، مشيرًا إلى أن الذكور ترتفع لديهم نسبة الطفرة الجينية أكثر نسبيًا من النساء، مما يستدعي عمل الفحص الجيني عند وجود تاريخ عائلي للإصابة بأورام الثدي.
ونوه “الدحيلب” إلى أن نسب الشفاء تغيرت عندما بدأ العالم بإدخال فحص الماموجرام المبكر، إذ انخفضت نسبة الوفيات إلى 40% عالميًا، مؤكدًا أهمية الفحص المبكر.
ودعا إلى ضرورة الدعم المعنوي للحالات المصابة بسرطان الثدي والصبر، مشيرًا إلى أن لسرطان الثدي أنواعًا مختلفة وعلاجها أيضًا يختلف عن كل حالة.
وتناول أنواع سرطان الثدي ومنها؛ الهرموني والبيولوجي والثلاثي السالب، لافتًا إلى أن مرحلة التشخيص مهمة لتحديد نسب الشفاء ورجوع السرطان بشراسة، فمراحله الأولى تقلل عودته مرة أخرى، والثلاثي السالب والبيولوجي أكثر شراسة من غيرهما.
وتطرق إلى مراحل سرطان الثدي والتي تعتمد على عدة أمور بدءًا من حجم الورم بالثدي ووصوله إلى الغدد الليمفاوية وانتشاره إلى أعضاء الجسم، منوهًا إلى أن المرحلة صفر تكون الخلايا السرطانية لم تبدأ غزو جدار القنوات بالثدي، بينما الورم في المرحلة الرابعة ينتشر خارج الثدي والغدد الليمفاوية.
وتابع: “كل ورم مختلف عن الآخر، فالمرحلة تحدد نوعية العلاج التي قد تكون جراحة للثدي بصورة تحفظية أو استئصال كامل”، موضحًا الفرق بين العلاج الكيماوي والإشعاعي الذي يُستخدم لتقليل فرص الرجوع، وكذلك استخدام العلاج البيولوجي أو المناعي حسب الحالة، بينما العلاج بالذهب لم يُثبت علميًا فقط بل أثبت مخبريًا أيضًا.
واختتم “الدحيلب” اللقاء قائلًا: “باستطاعتنا التحكم في أمور تُقلل من الإصابة بالسرطان ومنها ممارسة الرياضة والتقليل من السمنة بالمحافظة على الوزن وترك التدخين والكحول مع تنظيم الحياة، وأن تقلل المرأة من استخدام حبوب منع الحمل”.