التأثّر بماضينا

استوقفتني عبارة أرسلها لي أحد الإخوة وفي سياق إحدى عباراتها “انس ماضيك” فقد دفعتني هذه العبارة للكتابة عن الماضي وكيف يمكن أن يكون موثرًا سلبًا أو إيجابًا في جميع مناحي الحياة.

إن اختلاف الأزمنة الماضي والحاضر والمستقبل وتداخل بعضها مع بعض مؤثرة فيما بينها، باستثناء الماضي فإنه لا يتأثر لكونه نقطة البداية ومن ثم الحاضر المتأثر بالماضي ومن ثم المستقبل الذي يتشكل من حركة الماضي والحاضر وذلك من خلال القدرة على بناء خطة ذات أبعاد مؤثرة من الماضي والحاضر ورسم توقعات المستقبل.

إن الماضي بكل ما فيه من نجاحات وإخفاقات فهو تاريخنا والمؤثر الأقوى في كل حياتنا وأحد ركائز مسيرتنا وبناء شخصيتنا سلبًا أو إيجابًا.

هناك عوامل مؤثرة منذ ولادة الإنسان تتمثل في العوامل الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والبيئة المحيطة بنا والإعلام لتتراكم وتشكل صورة نحملها عن ذاتنا فتتكون سلوكياتنا المؤثرة على قيمنا الأخلاقية في التعامل مع الآخر.

لابد من تجاوز إخفاقات الماضي والتعايش بإيجابية مع الواقع الحالي من خلال كسب بعض الصفات المهمة والمؤثرة ذات الطاقة الإيجابية مثل التسامح مع المخطئ في حقنا، والابتعاد عن مشاعر الضغينة والعيش في الماضي على حساب الحاضر.

إن بقاءنا أسرى للماضي بكل تفاصيله يعني أننا مازلنا لم نتعلم من الدروس، وعلينا أن نستثمر التجربة ذاتها لنستطيع صقل تجاربنا والانتقال بها إلى الزمن الحاضر ويبقى الماضي كأرشيف موثق نحتاج لزيارته بين الحين والآخر لنأخذ منه الدروس حسب التجربة التي نمر بها.

نحن بحاجة لأن نخطط لمستقبلنا بوضوح وذلك بتحديد خطوات الحياة من خلال معرفة موقعنا الحالي والمستقبلي والذي نرغب الوصول إليه ومن ثم تقسيم وتحديد الأهداف بفترة زمنية قابلة للتحقق، وميزانية بشكل مفصل ودقيق. إن هذه الخطوة تساعد على الشعور بالإنجاز والنجاح عند الانتهاء من كل هدف كما يسهل علينا المراجعة والتقييم والتعديل بشكل يتناسب مع أهمية الحالة.

من المهم التذكير هنا أن تكون الأهداف واقعية لأن المبالغة فيها تؤدي إلى الفشل أثناء العمل عليها، كما ينبغي أيضًا الابتعاد عن مشاعر الخوف والتردد والطاقة السلبية في التفكير وتحويلها إلى نقاط قوة لكي نستطيع تجاوز الماضي السلبي والاستفادة من الماضي الإيجابي لبناء مستقبلنا.


error: المحتوي محمي