نترقب صفر النهاية لا صفر البداية من جديد

كانت الأمور تسير على ما يرام بداية رفع الحظر عن المواطنين قياساً بنسبة الإصابات المتراجعة بالفيروس المسبب للجائحة، وخاصة حضور مجالس التعزية على الراحلين لرحمة الله ورضوانه، ويثبت ذلك الالتزام والاحتراز واتباع التعليمات الرسمية والحذر الشخصي والجماعي بشكل مطمئن.

ما حدث بعد فترة لا يمكن تبريره! فقد انقلب الحال بشكل لا يعقل وبكل صراحة انفرط العقد لتزدحم مجالس العزاء لدرجة الإفراط وكأن شيئاً لم يكن، وأن الوباء قد انتهى.

ونظن أن الجميع لاحظ الانفلات وعدم الاكتراث لدرجة لا تصدق، وصل للتدافع، فمن غير المنطقي أن ننسى فجأة أننا ما زلنا في مرحلة الخطر، بل هي مرحلة دقيقة جداً مع تغير حالة الطقس والخوف من حدوث موجة ثانية ربما تكون أشد مثلما يحدث الآن في دول كثيرة وبشكل يفوق الإصابات التي حدثت بداية الجائحة.

تزدحم الأماكن بما يفوق العدد المسموح، وما يحزن هو تهيئة هذه الأماكن بالمقاعد وبعدد يفوق المتعارف عليه، ولا مسافة معقولة بينها، بل ويجلس الحضور على الأرض بين الكراسي بشكل مخيف ويرشح للإصابة بلا شك، في الوقت الذي لا يجود من يقيس درجة الحرارة رغم أن ذلك ليس كافياً، وأيضاً عدم الالتزام بلبس الكمامات، أو وضعه أسفل الأنف أو الوجه بالكامل، والأدهى أن يكون هذا الاكتظاظ وسط الأقبية، والحال أنه يجب أن تكون الأماكن المعنية مفتوحة وبها تهوية كافية وأن لا يجلس الناس أصلاً، بل يكتفوا بتقديم العزاء من بعيد دون مصافحة وينصرفوا.

كل ذلك بدا سراباً للأسف، والخوف كل الخوف ونحن قد دخلنا موسم الأعراس في منطقتنا أن لا يلتفت الناس لذلك، خاصة وأن الحضور للأفراح يتضاعف، وهي المؤجلة أصلا حتى بداية هذا الوقت مما يعني أيضاً ازدياد حفلات الزواج، وإذا تجاهلنا الاحترازات ونسينا أن الداء لا يزال يحوم حولنا فإن العاقبة ستكون وخيمة لا سمح الله ونحن في غفلة، ثم نعود لنقطة الصفر، هذا الصفر الذي يعني البداية من جديد في تزايد الإصابات وليس صفر النهاية، والذي نتمناه أن يعود وهو يعاند.

لنعتبر يا بني قومي فالدموع على أحبتنا الراحلين لم تجف بعد، وما زلنا نرتقب الشفاء للمرضى، فهل نتعظ وننتبه ونحذر، أم نتغافل ونرمي بأنفسنا إلى التهلكة لا سمح الله.

الأمر بأيدينا، لنترقب صفر النهاية لا أن نعود لصفر البداية من جديد.


error: المحتوي محمي