دروس من الحياة

عقولنا نحن البشر كالحقل،  تحصد الثمر الجيد والرديء وهي كجهاز كمبيوتر، تحفظ من هذه الحياة ما هو سلبي وإيجابي.

فكثيراً ما نسمع أو يتبادر إلى أذهاننا هذا السؤال؛ ماذا تعلمنا من الحياة؟ أو بمعنى آخر ماذا علمتنا الحياة؟

فكل إنسان في هذه الحياة يمر بعقبات وتجارب ومواقف، يتعلم منها الحسن والسيئ، ويعرف أخطاءه ويستفيد منها، وإن التجارب والتحديات التي تواجهنا في الحياة ليست محصورة بعدد ما أو بموقف معين، ولكن المهم منها؛ ماذا تعلمنا من دروس؟

في المدارس والجامعات (كما جاء ونقل) نتعلم الدروس ثم نواجه الامتحانات، أما في الحياة فإننا نواجه الامتحانات والتحديات وبعدها نتعلم الدروس والعبر.

إن أجمل شعور هو أن يحس الإنسان من داخله بأنه قام بالخطوة الصحيحة وأن الله أعطاه القدرة على التحمل والصبر، وأن يكون مقتنعًا أنه لا يتحقق أي طموح أو نجاح دون معاناة.

فمن دروس الحياة، تعلمنا أن كل من نراه عظيمًا بدأ بفكرة ومن بداية صغيرة، وإن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس وهو الطريق الصحيح إلى كل تطور وفلاح.

تعلّمنا أن الابتسامة مفتاح القلوب، وأن التواضع أكبر منزلة للعبد عند الخالق، فمن تواضع للناس رفعه الله، كما أن السعادة في الحياة هي البساطة وحب الخير والصلاح للآخرين.

علمتنا الحياة أن الناس مختلفون في طبائعهم وعاداتهم وطريقة عيشهم وحياتهم وسعادتهم، لا نحزن ولا نيأس ولا نضعف ولا يضيق صدرنا وأن يكون لنا أمل لا ينقطع، ما دمنا مع الله سبحانه وتعالى، وتعلمنا أنه مهما طال صبرك سيكون الفرج نهايته.

تعلمنا أسمى العبادات والتقرب للخالق وهي الصلاة، وأن رضاء الله تعالى من رضاء الوالدين، وأن دعاءهما هو سر سعادتنا في حياتنا.

علمتنا الحياة، أن السعادة أنت من تدخلها لنفسك، وأن التعاسة ضيف ثقيل لا تدعه يدخل وإن طرق بابك.

فالحياة فيها الفرح والسرور وفيها الحزن والأسى، وإن وراء كل حدث حكمة لا يعلمها إلا الخالق، وإن الدنيا دار ابتلاء، ودار فناء، والآخرة دار بقاء، وإن لكل ظالم نهاية وعقاب.

وقبل الختام، مازال هناك الكثير مما تعلمناه أو علمتنا إياه الحياة، ومنه للأسف الشديد، هناك من يطبل مع الشيطان حيث يسعى خلف دسائس وضغائن، مضيعاً وقته وعمره فيشعر وكأنه وصي على الناس، وكل همه هو تحطيم الآخرين تحقيقًا لرغباته هو، فأمثال هؤلاء لا يشجع طموحًا ويستكثر على العاملين إخلاصهم وإنجازاتهم دون وجه حق.

نحن بأمسّ الحاجة لأن نكون يقظين تمامًا لهذه الفئة (أعداء النجاح) والتي فقط همها النيل من الآخرين، فإعلامنا في الدرجة الأولى عليه من الواجبات الكثيرة، ثم أننا كأفراد علينا الحذر مما يدور ويتناقل وسط مجتمعنا من أكاذيب وإشاعات مغرضة تفتك بالمجتمع وتزرع الخلل والشكوك وتسبب البغضاء والكراهية بين الجميع وتؤُخر عملية التنمية والتطور والازدهار.



error: المحتوي محمي