قليلة الأدب.. تزورني في الظلام دون استئذان

المقال يتناول طريقة فنون الاستماع من الطرف الآخر، فلا ينبغي أن نحكم على الأشخاص بـ التفاهة والسذاجة في سوء فهم من الخطاب، فينبغي الاستماع إلى مرئيات المتحدث قبل محاكمته في سجون قلة الأدب، وأيضًا طريقة الملبس للشخص أو تسريحات الشعر التي ليس لها علاقة في محاكمة الفرد بأنه صاحب سلوك رفيع أو سلوك نازل.

البعض حين يسمع هذا الحديث من الشعر لربما يحكم على صاحب الشعر بقلة الأدب ويستحق القصف بالمنجنيق، حيث إن الشاعر كانه يتغزل بفتاة خجولة تزوره في كل يوم ليلًا خوفًا من أن يراها الناس، بعدها ينتقل إلى البيت الثاني من الشعر في تجهيز الفراش المريح لها، بينما الشطر الثاني يوضح أنها رفضت الفراش المريح والثوب الحرير وأصرت على النزول في عظام الشاعر، على لسان الشاعر يقول:

وزائرتي كأن بها حياء … فليس تزور إلا في الظلامِ

فرشتُ لها المَطارِف والحشايا … فــعافتْها، وباتَتْ في عِظامِي

لكن عندما نكمل قراءة القصيدة.. نفهم أن المعنية في الغزل ليست فتاة إنما “الأنفلونزا الموسمية” التي أصابته وجعلته طريح الفراش وحرارة جسمه ترتفع. كذلك بعض المشاكل والخلاف بين بعض البشر تبدأ بسوء فهم من عدم فهم مقصد الطرف الآخر والحكم عليه بأنه عدواني، ينبغي إعطاء الشخص مساحة واسعة في التعبير والكلام. ربما مشاكل تنطلق بسوء فهم حيث العقول تحور معنى الحديث أو تصرف من شخص أبصرنا تصرفه، عدم فهم لغة الآخرين وارد في جميع المجالات، فينبغي استخدام قاموس في فك لغتهم قبل قصفهم بالمنجنيق.

تقبل آراء الآخرين وليس قراري أنا هو الصائب، جعل الطرف الآخر يفرغ ما عنده من توضيح الموقف، وعدم فرض وجهات النظر على الآخرين، أيضًا مخاطبة الشخص على حسب درجة التفكير والثقافة حتى يتم الوصول إلى الهدف المطلوب.

المقال وضع بعض المفاهيم من علاج سوء الفهم وعدم تضخيم حجم النملة إلى فيل حتى لا نواجه صعوبة في الحمولة، الشاعر “أبو الطيب المتنبي” يضيف في القصيدة الحذر من “الأنفلونزا الموسمية” وعدم التهاون في الوقاية منها حيث إن موسمها سوف يبدأ من الشهر الحالي (أبعد الله السوء عن الجميع) تبين إلى القارئ مقصد الشاعر بعد قراءة القصيدة كاملة وتتبع المرئيات للشاعر قبل سوء الفهم.


error: المحتوي محمي