الاختبار الصّحي الأهم

لم يكن تصريح وزير الصحة توفيق الربيعة حول قلقه بصعود رقم المصابين بالفايروس في المرحلة القادمة، إذا لم يتم التقيد والالتزام بتطبيق الاحترازات من الجميع، سوى قرع لجرس الخطر بدخول موسم الإنفلونزا الموسمية وتزامنها مع استمرار هذه الجائحة.

وإنّ المقطوع به في كلمة «الربيعة» هو خشيته من التساهل المجتمعي في اتباع جميع مقومات الاحتراز التي أوجبتها هذه الظروف غير المسبوقة، لا أقل في العقود الأخيرة.

وإنّ النجاح الكبير الذي تحرزه وزارة الصحة وجميع الوزارات والإدارات، التي تضع جميع إمكاناتها وجهودها في مواجهة هذا الفايروس، يرفده حجم هائل من التنسيق مع المؤسسات الصحية العالمية، أوشك على تسطيح منحنى نشاط الفايروس في السعودية، وهذا يعود إلى الإمكانات غير المحدودة التي وفرتها القيادة الرشيدة في بلادنا.

وإن تهاون جزء بسيط من المجتمع في تنفيذ بروتوكولات الوقاية الصحية، يحتمل أن يعيد للفايروس موجة ثانية، تزداد معها الصعوبات، وهو ما يأتي من دلالات تفسير خطاب وزير الصحة.

ولأننا نشاهد تقدما ملحوظا في عودة كثير من ملامح الحياة إلى طبيعتها، ولكن باشتراطات الوقاية الشاملة، كما في عودة البرامج الدينية، وأهمها عودة المعتمرين، والصلاة في المساجد، وعودة الأنشطة الرياضية دون جماهير، فإنّ الحاجة إلى الاستمرار في هذا التقدم هو واجب شرعي ووطني وأخلاقي وإنساني على الجميع، ومن يقصّر أو يتهاون في أحد وجوه الوقاية الصحية الواجبة، يستحق العقوبة.

إن بعض مناسبات تلقي العزاء تسببت في بعض الإصابات بالفايروس، وهذا يشير إلى غياب أو نقص في تطبيق البروتوكولات الوقائية، التي من أهمها: التباعد الاجتماعي وعدم المصافحة واستعمال الكمامة والمعقمات اللازمة باستمرار، مع الالتفات إلى تلامس أجسامنا مع السطوح المختلفة التي تبدأ بمقابض الأبواب ولا تنتهي بمقاعد الجلوس في الأماكن العامة والقاعات.

والغريب هو كسر بعض الناس -وإن قلّوا- لهذا البروتوكول الصحي، مثلا وجود بعض الناس يتصافحون أو لا يتباعدون أو يحضرون في أماكن بأعداد تزيد على العدد الموضح في البروتوكول الصحي.

ولضراوة الخطر الذي يحتمل، خاصة بعد تزايد الحالات الحرجة في كثير من البلدان، فإن بعض العلماء المعنيين بالفتوى والمسائل الفقهية، كمراجع للاستفتاء، أصدروا في بعض فتاواهم ما يشير إلى أن مسؤولية من ينقل الفايروس إلى آخر وهو يعلم بأنه مصاب، بل وألزمت هذه الفتاوى المتسبب بدية من انتقلت له العدوى جرّاء ذلك، ثم تُوّفي.

في الاتجاه نفسه، تقتضي الحكمة عدم العبث بأرواح النّاس، والالتزام بتطبيق جميع التوصيات الصحية التي يوجّه إليها المختصون، وفي ذلك حماية لأرواح الجميع.


المصدر: آراء سعودية



error: المحتوي محمي