قلوب من ذهب.. في وداع الفقيدة سعاد الزاير

(وداع الأخت الغالية سعاد عبد الكريم الزاير)

في صباح من صباحات الفقد سأترك قلمي يكتب كيفما يشاء.. سعاد الحبيبة هي في الواقع ابنة وأخت وأم وملهمة للقطيف.

كان سني صغيرًا ونحن نسكن مع عائلتها الكريمة في نفس الحي وتربطنا بهم صلة قرابة وثيقة ولي ذكريات هناك معها وعادة الطفل الصغير قد يثبت في ذاكرته شيء ما إذا كان مميزًا.

سعاد كانت قامة ملهمة منذ بداياتها.. كانت محبة لله ورحلت إلى جواره بعد أن قطع هذا الحب سنوات وسنوات.

بحبها لله أحبت نبيه وآل البيت.

أحبت الحياة التي وهبها الله ورضيت بقضائه. كانت فتاة شابة تحب الفنون فكانت تجيد التصوير ومثقفة تحب القراءة والاطلاع وتحب الأشغال اليدوية.. ربما امتلاك الإنسان مواهب متعددة يجعله شاكرًا لله عابدًا له مستثمرًا لهذه الحياة أنى كانت.

سعاد قُدِّر لها أن تكون في موقع قيادي بطريقة استثنائية وهي الصبر الجميل.. فبثت الجمال والكرامة لكل من حولها.. وأهدت حبًا خالصًا صافي،ا للجميع.

سأتحدث عن خصلة امتلكتها ونفذت ما يترتب عليها دون أدنى تمييز للبعيد والقريب للصغير والكبير للمريض والسليم وهي التقدير والامتنان.

سعاد كانت مقدرة للجميع وكانت تدفع الجميع للنماء والتقدم، ولا عجب من أن تمتلك هذا الكرم الأخلاقي فهي ابنة والدين بالأصل كريمين ووالدها العزيز

اسم على مسمى (عبد الكريم)، استلهمت هذا الخلق الطيب من الله وقطفت من بستان النبي وآله أجمل الخصال.

قال تعالى في محكم كتابه:{لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ ۗ}.

إن التفكير العملي يقود المرء إلى الخير والصلاح بما يستطيع وبالتالي يرجع على نفسه.

سعاد تدفع الجميع للحياة وتعلمنا أن الوجود كرامة من الله لا يجب أن نبخس حق أنفسنا و لا الآخرين.

رفيعة الشأن سعاد تشجع على الدراسة والعمل وتماسك الأسرة. تؤيد التخطيط للمستقبل.

تبتهج في مواليد أهل البيت ولكل فرحة في العائلة. ترحب بالمولود الجديد وتبارك تخرج الشباب. وكما أولت أفراح آل البيت اهتمامًا لا نظير له أولت أحزانهم وعاشورائهم اهتمامًا أيضًا فقبل تواجد وسائل التواصل الاجتماعي كنا نراها تطلع وتهتم بكل ما له صلة بالمنبر الحسيني حتى أصبحت خادمة الحسين في السنوات الأخيرة.

سعاد عندما تراها تشعر بالفخامة والغنى. سعاد تشع نورًا مثل الجواهر.
يستحي قلمي يا سعاد من أن يخط على الورق أكثر فالحبر حبرك وأنا استعرته وأخشى أن يقصر القلم فلا تكفيك البحور.
رحمك الله يا غاليتي وإلى جنان الخلد.
سأستعير عنوانًا لما كتبت  من إحدى معارف سعاد إذ قالت لي إنها من ذوي القلوب الطيبة.. قلوب من ذهب.



error: المحتوي محمي