دعا اختصاصي الموهبة والإبداع حسين المهنا، الوالدين إلى تخصيص وقت لأسرتهما للحوار الهادف بعيدًا عن اللوم والعصبية واصطياد الخطأ فورًا أو التحقير والتحجيم، وتشجيع الأبناء على الإبداع والتميز وتقدير إنجازاتهم وتحفيز قدراتهم وتعزيز تطوير الذات لديهم والمبادرة بمساعدتهم، مشيرًا إلى أهم فوائد الحوار وركائزه.
وأوضح “المهنا” أن الآباء هم النموذج الأول الذي يقلده الطفل ويحتذي به أكثر من أي شيء آخر، لذا فإن تأثره بهم ورغبته في أن يشبههم تجعله دائم الانتباه إلى كل ما يقولونه أو يفعلونه، محاولًا بذلك الاقتداء بهم وبسلوكياتهم التي تعلق حتمًا في ذاكرته ووجدانه، وتسهم بالتالي في تكوين شخصيته.
ونوه إلى أن هذا يتطلب من الآباء أن يتخيروا سلوكياتهم، بحيث تكون جميعها إيجابية حقيقية تعمق لدى الطفل قيمًا ضرورية تنفعه وتقويه وتزيد من احترامه لنفسه ولأسرته ولمحيطه أيضًا.
وذكر أن التعامل مع مشكلاتنا الأسرية بطرق جديدة غير مألوفة، والمساهمة بتميز وتنمية قدرات أفراد الأسرة للوصول بها لأعلى المستويات العلمية والمهنية والاجتماعية يُعد من مفاتيح الإبداع الأسري، لافتًا إلى أن تحويل السلوك المزعج إلى إيجابي والصبر وتحمل المسؤولية تجاه الطفل وحل المشكلة بأفكار جديدة من أهم صفات المربين الأذكياء.
وأكد أن عدم التعامل الجيد مع السلوك الإبداعي يؤدي إلى السلوك السلبي، ولذا يتوجب على الوالدين أن يتقبلا الأبناء وفق زمانهم ووفق تقدم المجتمع بما يتناسب أسريًا، وتقبل حواراتهم والاستماع لهم واحتضانهم، وتجنب الألفاظ والرسائل السلبية وتقليل خزائن الثقة للأسرة، محذرًا من الصراخ والانفعال الزائد.
وتناول “المهنا” مفاتيح التاءات التربوية للتميز الأسري ومنها؛ معرفة خصائص كل مرحلة عمرية، وتعلم أساليب التعامل التربوي الأسري، وعدم المبالغة كثيرًا بردة الفعل، منوهًا إلى أن السلوك السلبي وارد والمشكلات متوقعة ولا تنتهي.
وأضاف أن فهم الدوافع والأسباب يساعد في الوصول للحل أو التفاعل المميز مع المشكلة الأسرية، إضافةً إلى تصور المشكلة لتسريع التعامل معها وردة الفعل تكون مميزة مع تخيل السلوكيات الإيجابية والسلبية، منوهًا إلى ضرورة إدارة الوقت بكفاءة داخل الأسرة وإسناد عدد من المهام .
واختتم “المهنا ” اللقاء قائلًا: “تتضمن دائرة المحاور الأسري المتميز؛ العقلانية الهادفة، والتوافقية مع إدارة الحوار الجيد، والتقييم المطور، واستخدام العبارات والرسائل الإيجابية للتحفيز لخلق حوار ناجح وفعال”.
جاء ذلك خلال الأمسية التي نظمها مركز التنمية الاجتماعية بمحافظة القطيف بعنوان “مفاتيح الإبداع الأسري في تربية الأبناء”، بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، يوم الثلاثاء 13 أكتوبر 2020م، عبر منصة “زووم” الافتراضية.