لم يكن الهاتف النقال بالنسبة للمصور حسين العبد الجبار مجرد وسيلة اتصال لاستقبال وإرسال المكالمات أو حتى التواصل على السوشيال ميديا، ولكنه اتخذه مصدرًا لإشباع هوايته في فن التصوير وحب الطبيعة؛ فاتحدت هواية التصوير داخله مع عشقه للطبيعة، والأزهار، والحشرات فأثمرت عن نقل 38 نوعًا من الحشرات بـ200 صورة التقطها بعدسته الماكرو.
وكانت مزرعة والده الفلاح والتراثي علي العبد الجبار تحتضن المناظر الجميلة، والأزهار المتنوعة، التي تغري عدسة كل متذوق لها فكان يجلس فيها جل وقته مصطحبًا عدسته، ليقضي فيها نهاره، يراقب تحركات الطبيعة فيها، ويبحر في كنهها، ويشاغبها بلقطاته، فجاءت “النحلة” الصورة الأولى في أبجدية عدسته الماكرو؛ لتعلن عن بزوغ فوتوغرافي من تراب العوامية، متجهًا إلى اتساع الأفق، ليلبي نداء قلبه وشغفه، لتأخذه هوايته إلى الطبيعة، والمزارع، والمستنقعات، وأي مكان، يجد فيه ضالته.
عالم الفن
يقول عن بداية دخوله عالم الفن الفوتوغرافي إنه بدأ التصوير من خلال الهاتف النقال، لتوثيق جميع الذكريات الجميلة، التي تراقص دقائق يومه، مضيفًا أنه اقتنى أول كاميرا احترافية في عام 2012م، وكانت من نوع نيكون D3100، التي اشتراها مستعملة بمبلغ 1,800 ريال، مشيرًا إلى أن أول صورة التقطها، كانت صورة لباقة من الأزهار.
درس وفكرة
وذكر أنه خصص لهوايته الحيز الأكبر من اهتماماته، فصار يقرأ عن عالم الحشرات ليدمج اللقطة الفنية بالمعرفة، منوهًا بأن الفوتوغرافي ستيف ماكوري، يمثل القدوة في عالمه الفني، متسامرًا، مع خبرات الفنان يوسف المسعود، الذي يعتبره الملهم له، حيث استفاد منه الكثير.
المايكرو والتفكر
وبيّن أنه اختار محور المايكرو والمقصود به تصوير الحشرات، لتبحر فيه عدسته، لأنها جذبته، فيقول العبد الجبار: “إن الحشرات، كانت الشغف، الذي احتواني، والأوقات التي كنت أقضيها في مزرعة والدي كانت أوقات ممتعة، حيث كنت أبحث عن الحشرات لتصويرها، وقد أصبحت صور الماكرو، من الصور القريبة من ذاتي الشغوفة، حيث إنها تبرز تفاصيل هذه المخلوقات الصغيرة، وتقود للتفكر في خلق الله وعظمته”.
صورة وكتاب
وذكر أنه سافر إلى عمان في رحلة ترفيهية، حاملًا بين يديه كاميرته، ليحلق في سماء طبيعة صلالة، فذهب إلى المستنقعات الواقعة في أطراف صلالة، مستغرقًا ساعة تقريبًا في المسافة، فقام بتصوير الحلزون والرعاش، والمؤنث من الغزال، قائلًا: “إن لونه برتقالي، ومن طبيعته الخوف من تواجد البشر، فتراه يتنقل بين الأزهار، فكنت أنتظره ساعة أراقبه، ليستقر في مكانه، حتى أستطيع تصويب العدسة عليه، وآخذ اللقطة، وحشرة الرعاش، تعد نوعًا نادرًا”.
وتألقت عدسته في جزيرة تاروت، فكأنها اختارت المتشابهات، لتسقط على ذبابة الأزهار، التي يعتبرها البعض النحلة، وذلك لقرب الشبه بينهما، خصوصًا إذا تمت رؤيتها من مسافة بعيدة.
ووجّه نصيحة لكل من يهوى التصوير قائلًا: “لا بد أن يتحلى المصور بالصبر، فإنه زاده وسلاحه فلا ييأس، أو يحبط”، وفي مجال تصوير الحشرات، ذكر مثالًا على ذلك بأنه انتظر الحلزون الأبيض أكثر من نصف ساعة، ليخرج من قوقعته، حيث إنه يبادر بالخروج، ليسرع في دخول القوقعة مرة أخرى، ويبقى فيها، مما اضطره إلى تصوير القوقعة، مكتفيًا بها دون الحلزون.
ولم يكتف العبد الجبار بالبحث عن الحشرات، وتصويرها في بيئتها، التي تكون فيها، لكنه رأى أن يكوّن استوديو مصغر بأوراق الشجر، والأغصان، وما يتعلق بالطبيعة، ويتناسب مع طبيعة الحشرة، ليجعل الحشرة في زاوية من حجرته، ويخلق لها جوًا خاصًا، من الأشياء الطبيعية، التي جاء بها، ويضع الحشرة في موضع مناسب، ومن ثم يقوم بتصويرها.
وكشف عن أمنياته بأنه يتمنى التغلب على العقبات، وأن يوفق، لإكمال كتابه، الذي خصصه ليضم صور الحشرات، التي قام بتصويرها، على أن يتضمن كتابة شرحًا موجزًا عنها، ووصفها، مشيرًا إلى أن خطواته الأولى في ذلك الكتاب، تم الانتهاء منها، ولكن تبقى باقي الخطوات، كوصف الصور، والاتفاق مع المطبعة، حتى يبزغ للضوء.
وختم حديثه، لـ«القطيف اليوم»، بأن عالم التصوير، عالم واسع لا حدود له، ومحفز للارتقاء، والوصول لمستوى أفضل، مشيرًا إلى أن الفوز في المسابقات المحلية، أو الدولية، يبعث في النفس شعورًا جميلًا، ويمنح دافعًا معنويًا للاستمرار، وتطوير مهارات الفوتوغرافي، للخروج بأعمال أفضل، والتنافس للخروج بأفكار جديدة، والمشاركة في مسابقات أخرى.
إنجازاته
حصل المصور حسين العبد الجبار على عدة جوائز وهي:
المركز الأول في محور “وقفة تكوينات”، في مسابقة ألق بالخويلدية.
إنجاز في المسابقة الشهرية لجماعة التصوير الضوئي بالقطيف بمحور “لوكي”.
الحصول على لقب أفضل متسابق سعودي في مسابقة أفان الدولية، حيث حصد عدة جوائز، وهي:
الميدالية الذهبية من ICS.
الميدالية الفضية من .GPU
الميدالية الفضية من ICS.
شهادة تقديرية من .ISF
شهادة تقديرية من GPC.
الميدالية الفضية من الاتحاد الدولي لفن التصوير الضوئي (FIAP) في مسابقة “اقرأ”، والمقامة في سلطنة عمان.
إنجاز في المسابقة الشهرية لجماعة التصوير الضوئي بالقطيف بمحور “الصداقة”.
إنجاز في المسابقة الشهرية لجماعة التصوير الضوئي بالقطيف بمحور “قراءة”.
شرفية الاتحاد الدولي لفن التصوير الضوئي (FIAP) في مسابقة “اقرأ”، والمقامة في سلطنة عمان.
من هو؟
الفوتوغرافي حسين علي العبد الجبار، المنحدر من بلدة العوامية، حاصل على بكالوريوس إدارة أعمال، ويعمل الآن في أحد البنوك المحلية، عضو جماعة التصوير الضوئي بالقطيف، ومركز مصوري القطيف، بدأ دخول عالم التصوير، في بداية عام 2012م، من خلال تصوير الماكرو، لينتقل بعدها إلى تصوير حياة الناس في عام 2015م.