أعني اللاتي يخالفن أثناء قيادتهن السيارة. مجتمعنا بدا منقسمًا بين مؤيد ومعارض لقيادة المرأة ولعل الرجال أكثر المعارضين بينما هي كانت تطالب بها إلى أن صدرت موافقة ولي الأمر حفظه الله على ذلك مراعاة للحاجة ومواكبة للعصر وتمشياً مع الرؤى القادمة والانفتاح على العالم. خاصة بعد السماح لها بالعمل في معظم المجالات. أيضاً تفهم المجتمع إيجابياته حتى أصبح مطلب الأغلبية فيما بعد. إلى هنا لا ضرار فيما اتُخذ بل استفادت الكثيرات خصوصاً صويحبات العمل والحاجة واطمأن الكثيرون من أبناء المجتمع لرؤيتهم جانب الأمان لزوجاتهم وبناتهم وأخواتهم.
بعضهن يسقن بحذر واحترام “بذوق وأخلاق” فيهن من قيادتها أفضل من بعض الرجال لهن الشكر والتقدير والاحترام وإلى هنا أيضاً لا خلاف. اتكلم فيما هو آتٍ عن مواقف مرتْ بي خلال عشرة أيام مضت غير لائقة ولا مقبولة ولا أخلاقية من بعضهن. منها امرأة تقود سيارة كبيرة بتهور وسرعة جنونية ليلاً دون أنوار مُضاءة عدتْ من يميني خارج الأسفلت وكان الطريق مظلماً وغير متاح ولولا دفع الله وتصرفي الحسن بسرعة وبالشكل المطلوب لأودت بحياتي ومن معي. وثانية كنت عند دوار سيهات ومع أني داخله والأولوية لي “حسب النظام” وإذا بامرأة تقود منشغلة بمقطع في الجوال تتابعه منسجمة معه ضاحكة غير ملتفتة للطريق، دخلت علينا ومن المعروف أن مكاناً مثل هذا يحتاج لتركيز أكثر من غيره ولولا حفظه “تعالى” لتسببت بكارثة بين عدة سيارات وأنا أحدهم. وثالثة منذ أيام كان أمامي سيارة تراوغ يميناً وشمالاً في طريق سريع بشكل عجيب فقلت في نفسي لعلي مقصود بهذا أو لوجود عيب تعرضت له المركبة وبعد التمعن اتضح أنها امرأة تكتب في جوالها علماً بأن حوادث هذه الطرق جسيمة مميتة. وأُخرى وأنا في طريقي إلى مستشفى الزهراء بالقطيف وإذا بجانبي امراة تقود والطفل في حجرها تلاعبه.
لماذا هذا التهور واللامبالاة؟ وإلى متى؟ ولست الوحيد فهناك غيري مر بمثل هذه الحالات أو بعضها أو أكثر وأبشع منها. يا بنت حواء قودي ولكن لا تخالفي وتخاطري بالأرواح. نعمة فلا تجعليها نقمة أداة شر وقتل إن كنت لا تخافين على مشاعر أمك وأبيك وهما في انتظارك أولا تعلمين أن أولادك وزوجك في حاجتك خافي على نفسك أَوَمَا سمعتي بحوادث أماتت وغيرها أعاقت أو رأتها عيناك. رحمةً بمجتمعك ما ذنبه أن توقعي فيه كوارث ضحاياها بشرية. إن كنتِ قد اشتريتيها من مالك فلا تنسي تعبك عند جمعه وكم عانيتي وإن أشتراها أبوك أو زوجك فليس هذا شكرهما وكونك تحملين رخصة قيادة وسيارتك مؤمّنة فلا ينجيانك هذان من الموت إنه من المتهورين لقريب. وفي مواقف بسببها تُهانين وأنت ذليلة لتصرفك الخاطئ.
على الأب والأم أو الأخ والأخت ألا يمكنوا الصغيرات سناً من القيادة فبعضهن لا تُرى من على الكرسي وقد شوهدن لماذا؟ ربما يقول أحدٌ: عنيت الشابات وتغاضين عن أفعال الشباب الأكثر فتكاً ودموية أقول الجميع معني بالكلام ومُلام في تجاوزاته ومخالفاته والحذر واجب من الجميع والمخالف مُعاقب سواء هو أو هي. ولكن تعرض الشابة وعطلها في طريق لحادث أو سواه “وقد يكون وقوعه ليلاً أو بعيداً عن مكان سكناها” فإن عواقبه ستكون غير مرضية أو محسوبة بالنسبة لها وإذا نتج عن خطئها حالة وفاة فستتعرض للتوقيف حسب النظام وفي هذا كله تختلف عن الشاب.