بيَّن المستشار الأُسَري شفيق آل سيف أنّ دور الأسرة هو الأساس في بناء القيم والسلوك وأنّ قيم الأبناء وسلوكياتهم تنبع من نطاق الأسرة ثم المجتمع، مشيرًا إلى أن الأسرة التي تبني وتهتم بتنشئة الأجيال السليمة تُشيد مجتمعًا قويًا راقيًا، فالأسرة هي المؤسسة الأولى التي تُعنى بجودة التربية وتقوم بدور أساسي في تنشئة الأبناء اجتماعيًا، وتربيتهم وإعدادهم للمستقبل.
وأوضح “آل سيف” أنَّ الحوار الإيجابي مع الأبناء يُعدِّ من أحسن الوسائل الفعالة إلى الإقناع وتغيير الاتجاه الذي قد يدفع إلى تعديل السلوك إلى الحَسَن وينمي النفس على قبول النَّقد واحترام آراء الآخرين.
وقال: “حتى يكون الحوار بين الآباء والأبناء فعالًا ومثمرًا، يجب أنْ يبدأ الوالدان الحديث بإظهار المشاعر المملوءة ودًا”.
وذكر أنَّ الحوار يتطلب محاكاة مستوى أعمار الأولاد ودرجة إدراكهم وفهمهم، مع بذل جهود متواصلة لرفع كفاءة التفكير لديهم لاستيعاب الحياة بصورة تدريجية، وهذا مما يُساعد على بناء جسور الثقة المتبادلة بين الآباء والأبناء، فكلما كان الوالدان قريبين من أبنائهما كلما كان التعامل أسهل لأنَّ ذلك يُتيح للآباء معرفة المعوقات التي تحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم التربوية.
وأضاف: “إنَّ الحوار له دورٌ فعّال في التواصل الروحي والانسجام بين الأسرة، وهذا يُعطي الأبناء تحفيزًا للجوء إلى الوالدين وقت الحاجة دون خوف، ويعتمد أيضًا على البناء المعرفي للشخصية، كما أن تأسيس الطفل اللغوي والحوار الإيجابي يجعل منه طفلًا فصيحًا متمكنًا لديه مهارة لغوية يستطيع بها التعامل مع أقرانه ومجتمعه”.
وصنّف الحوار لنوعين؛ عام وخاص، لافتًا إلى أن لكل منهما أسلوبًا يناسبه، ويتعلق بالمكان والزمان وعمر الطفل وقدراته الفكرية والنضج الثقافي.
ونصح الوالدين بعدم لوم الأبناء على أخطائهم في موقف المصارحة نفسه، حتى لا نخسر صداقتهم وصراحتهم في المستقبل وعدم مقارنتهم بمن هم أفضل منهم، لأنَّ هذا الأسلوب خاطئ في التربية يزرع في نفوسهم الكراهية والبُعد، بالإضافة إلى ضرورة مراعاة الفروق الفردية لأنَّ الأبناء يختلفون في أنماطهم عن بعضهم البعض.
وشدد على ضرورة ألا تكون التنشئة الاجتماعية السلبية التي خضع لها الوالدان منذ الصغر والتي تكرس القيم والعادات الاجتماعية دون إبداء أي رأي أو حوار بين الآباء والأبناء وتعتمد السمع والطاعة فقط هي أسلوب التنشئة المعتمد، وإنما الاحتواء وإعطاء الفرصة للحوار لهم حتى يكون التعامل والتفاهم معهم سهلًا وإيجابيًا ويساعد في التغلب على الخوف والخجل الاجتماعي.
وحذَّر من التفرقة بين الأبناء لأنها من الأسباب التي تؤدي إلى عقوق الوالدين، كما جاء في الحديث الشريف ” لعن الله من أعان ابنه على عقوقه”، وتولد الحقد والأنانية والكراهية في الأسرة.
واختتم بقوله: “استثمروا أوقاتكم بالقرب من أبنائكم فهم الثمر الطيِّب الذي تحصدونه غدًا امنحوهم الحب، تواصلكم معهم يؤدي إلى استقرار الأسرة ويشبع حاجاتهم الجسمية والنفسية، فالحوار الأسري الناجح يجعل التفاعل بين أفرادها إيجابيًا”.
جاء ذلك خلال الأمسية التي نظمها المستشار الأُسَري شفيق آل سيف، يوم السبت 26 سبتمبر2020م، بعنوان تهيئة الأبناء للحوار” عبر منصته على “زووم”.