في ضيافة آل سيف.. استشاري كويتي: 2021 عام الفقر والركود الاقتصادي.. والذهب منجاة وحافظ للثروات

استضاف المدرب الدولي والمحلل الاقتصادي الدكتور ماهر آل سيف، مستشار السلوك الاستهلاكي ومؤلف كتاب “الكنز” الكويتي صلاح الجيماز، للحديث حول “تغيير السلوك الاستهلاكي”، يوم السبت 19 سبتمبر 2020م، عبر منصة “إنستجرام”.

وأكد “الجيماز” في حديثه أن الذهب ملاذ آمن ومعجزة إلهية اقتصادية في الدنيا مع البشر وجائزة في الآخرة، مشيرًا إلى أنه بدأ قبل سبع سنوات توجيه الناس للذهب وتوعيتهم من الخدعة التي وقعوا فيها بتعاملهم مع النقد والورق وقد استغرق ذلك وقتًا طويلًا، فبدأ بالجانب التوعوي وبعدها اكتشف أن الكرة الأرضية مقبلة على أزمة أقوى من الأزمة التي حدثت في عامي 2008-2009، وأدرك أن القادم أسوأ وأخطر، فالأزمة لم تنتهِ ولكن تم تأجيلها، ومؤكد ستكون هنالك سقطة قوية.

وتابع: “حاولت استعجال الناس في اللجوء للذهب لكن بدون تخويف، وفي الوقت ذاته رفع الوعي باصطحاب الناس إلى أمر ٍجميل وعدم إثارة الريبة”، موضحًا أهمية الحفاظ على الثروات والتمتع بحياة كريمة أثناء الأزمات وليس التحول إلى أغنياء، مؤكدًا أن التطورات الاقتصادية والتغيرات سريعة وتتسارع لمن لا يتابع وغير واعٍ للتطور.

وقال: “إذا رجعنا للمال نكون في سباق يجبرنا على أن نمتلك هدفًا وهذا الهدف له رؤية، والرؤية تُبنى على خُطة، والخطة تحتاج إلى رجال فنيين مختصين وتحتاج إلى مخلصين وقليلًا من المال والجهد، لافتًا إلى أن المال فكر والثراء فكرة.

وأضاف أن النبي يوسف “عليه السلام” أول من وضع تخطيط مالي، فوضع القواعد الأساسية في علوم الإدارة والاقتصاد والزراعة لإنقاذ المملكة المصرية من الفناء جوعًا، وأعدها لمواجهة الأزمة الغذائية المرتقبة في ذلك الوقت، ثم كان تأويل يوسف “عليه السلام” للرؤيا بقدوم سبع سنوات من الأمطار والازدهار الزراعي وكثافة الإنتاج، التي ستتبعها سبع سنوات من الجدب والقحط وانقطاع المطر، حيث قدم لهم وصفة النجاة ونصحهم بالاقتصاد وعدم الإسراف في الصرف والاستهلاك على الرغم من كثافة المحصول.

واستطرد: “التجهيز للأزمة والاستعداد لعلاجها بدأ قبل سبع سنوات من وقوعها، فالأزمات الاقتصادية عنيفة، وإذا كان الحصاد مدروسًا يكون له مواعيد وآلية”.

ونوه إلى أن كل صعود له ثلاث مراحل؛ أولها نفسي، ويليها صعود فني، وثالثها القطيع الخسران، وكل مرحلة نزول لها برمجة نفسية وسلوكيات.

وبيَّن أن لشراء الذهب آلية أولها؛ نسأل أنفسنا ما سبب الشراء؟ هل نملك مبلغًا إضافيًا؟ أو مدخرًا؟ أو مضارب؟ لابد أن يكون لديك سبب للشراء، إضافةً إلى التعرف على أنواع الذهب، فلغة الذهب الإيطالي تعني أن الذهب عيار 18، وذهب لازورد سعودي روز جولد يحوي نحاسًا، والذهب الهندي يكون فيه نقوشات.

ودعا إلى شراء سبائك الذهب التي تحتوي على الذهب الصافي وعدم شراء البراندات أو عيار ١٨، مشيرًا إلى أن عيار 21 الأنسب وعيار 22 الأنقى، وكذلك يجب معرفة الأحجام والأوزان.

وذكر أن طبيعة الذهب أصل من الأصول الرئيسية لتنمية الأموال، فهي أموال سماوية وأثمان النقود ووسيلة تبادل تجاري وزينة، ومن يملك الذهب يملك الأرض وهذه قاعدة كانت موجودة من أيام البابليين، لافتًا إلى أن الذهب منجاة وحافظ للثروات.

وأثنى “الجيماز” على أهم الخطوات الاقتصادية في المملكة بافتتاح مناجم الذهب.

وتطرق إلى التغيير السلوك الاستهلاكي قائلًا: “التغيير يكون لسببين وهما؛ صدمة من الخارج أو نية من الداخل، في حال الرخاء يكون الإنسان مهملًا، وعليه في هذه الفترة أن يكون مسؤولًا لتغيير سلوكياته، حيث تتضمن المسؤولية التزامًا وفكرًا ومواجهات وتحتاج إلى صيانة ومتابعة، فالمال ضيف خفيف ويحتكم لقوانين السماء، فهو مال الله وأمانة وله مفاهيم وقيم”.

وأضاف: “نحن لسنا متساويين لكن يجب أن يكون هناك عدالة، فالأموال عند المرأة مرتبطة بالمشاعر”.

وتابع: “ما نسرف فيه يجب أن يكون بعيدًا عن ميزانية الأسرة وقرارًا مشتركًا، وأن يتحلى أفراد الأسرة بثقافة مالية، ومشاركة الآباء الأبناء أفكارهم، والذكاء في الصرف وبتنظيم مسبق وبقرار مشترك”.

وتابع: “نحن قدوة لأبنائنا فهم تربوا تربية استهلاكية يجب علينا تغييرها”.

وذكر أن سنة 2020 لم ينتبه الكثير لعنوانها، فهي فقدت السيولة وأزمة القيمة المضافة والقروض، وسيكون عام 2021 عام الفقر، فهناك ركود اقتصادي دولي ووباء وضرائب ورسوم وتضخم، فهي إشارات محلية لكنها ليست مقياسًا.

واختتم “الجيماز” اللقاء بالدعوة إلى تعزيز الفكر الاقتصادي وتقوية نقاط الضعف وأن يكون كل فرد مسؤولًا عن تغيير سلوكه الاستهلاكي ورفع معدل الوعي المالي.


error: المحتوي محمي