بدأت مشوارها في عالم الحلويات بحلم، حققه لها إعلان لأحد المقاهي النسائية، فحاولت خوض التجربة، ورغم أنها اصطدمت بأوقات الدوام غير المناسبة لها، إلا أنها تجاوزت ذلك بإعداد حلوياتها في المنزل، ثم حاولت تطوير موهبتها فالتحقت بعدد من الدورات، حتى أطلقت مشروعها الخاص.
تحكي فاطمة رسول آل عمران لـ«القطيف اليوم» قصة بدايتها: “طالما حلمت بالتواجد في عالم المطاعم والكافيهات وكأنه حلمٌ يراودني دائمًا، لكن بدايتي مع مشروع صناعة الحلويات جاءت بتدابير إلهية وذلك منذُ أربع سنوات حين وجدت إعلانًا يخص كافيه نسائيًا بِحاجة لمساعِدة، فقمت بالتواصل معهم وعرضت عليهم ما لديّ من أطباق منزلية ونالت إعجابهم، ولكن بالمقابل لم يعجبني وقت الدوام فتم الاقتراح علي بتوفير الأطباق مِن المنزل إلى الكافيه، ومِن هنا بدأت مشواري في عالم الحلويات”.
دورات متعددة
انضمت “آل عمران” إلى دورات متعددة في صناعة الحلويات منها محلية وأخرى خارجية، تعلمت منها كثيرًا، لكن أبرزها حسب قولها: “في الكويت مع الشيف المعروف على المستوى الخليجي والعربي طلال الحمضان، حيث أعطاني ثقةً أكبر، وكان زوجي مبتعثًا وقتها للكويت من قِبل عمله فاغتنمت الفرصة ودخلت دورة الكيك”.
وذكرت أن التعلم في هذا المجال لا يتوقف أبدًا، فهي ما زالت تمارس التعلم عن بُعد مِن خلال الحسابات الأجنبية خصوصًا، وذلك لمواكبة التطورات المتسارعة والمتجددة بشكل شبه يومي.
كافيه وتسويق
عملت فاطمة في بعض الكافيهات، تقريبًا كِل محل سنة كاملة تتنقل بين المحلات، فاكتسبت الخبرة في التسويق ومعرفة ذوق الزبائن، وفي بداياتها قامت بتسويق منتجها لبعض المحلات لبيع الحلويات، ولفتت إلى أن النتيجة كانت مرضية والآن تقوم بالتسويق عبر حسابها على “إنستجرام” وطرق التواصل الاجتماعي مع الأهل والأصدقاء.
طموح وهدف
تقول “آل عمران” إن وراء كل نجاح في الحياة طموحًا وهدفًا له مستوى مُحدَّد، يتطلع الشخص إلى إنجازه وتحقيقه في أحد جوانب حياته، ويمكن أن تختلف درجة أهمية هذا الهدف باختلاف جوانب الحياة نفسها، وتقول: “إن ما أطمح إليه شيءٌ أكبر بكثير من هذا الذي أمارسه الآن، فهذه هي البداية، ولابد للطموح أن يكون سابقنا بخطوات حتى نسير في طريق النجاح”.
عائق
أوضحت فاطمة أن الصعوبة أو العائق الذي يواجهها في عملها وهو عدم قدرتها على تخزين الكميات التي تحتاجها من المكونات لصنع الحلويات، تقول: “كلما اشتريت كمية كبيرة قلّ عليك سعرها لأنّ أغلبها يكون متوفرًا في الأسواق وأسعارها متغيرة غير ثابتة”.
وقت صنع الحلويات
توضح “آل عمران” أن “تعلم فن الحلويات ليس أمرًا صعبًا ولكنه يريد الإبداع والتميز، هذا من خلال تجربتي التي خضتها في تعلم صنع الحلويات، كما أن هنالك اختلافًا زمنيًا عند صنع الحلويات وحاليًا أحتاج الكثير من الوقت لخبز الكيك وتبريده، ووقتًا لديكور الكيك وصنعه وتزيينه، وذلك لعدم وجود من يساعدني”.
معدات خاصة
تمتلك كل مهنة معداتها الخاصة، وكذلك عمل الحلويات له أدواته، وهنا تؤكد “آل عمران” أن” معرفتنا بعمل هذه الأدوات تسهل إيجاد البدائل دائمًا عندما نكتشف عدم وجودها في البيت، فكل ربة منزل لابد أن تكون ملمة بهذه الأمور وما تحتاجه أثناء عمل الكيك”.
وتُبين أن لمقياس الحرارة الخاص لصنع الحلويات دورًا وأهميةً في عالم الشوكولاتة بالتحديد، حيث يجب أن يصل لدرجة معينة أثناء تذويبه وأثناء تبريده، وهذا يأتي حسب خبرة الصانع.
سهلة وصعبة
تصنّف فاطمة الحلويات إلى سهلة الصنع وأخرى صعبة؛ سهلة الصُنع مثل الروكي رود، والمعمول، والبيتي فور، أما صعبة الصُنع لو أزحنا مفهوم الصُعب هنا إلى مُتعددة الخطوات مع الانتباه الشديد فهي مثل؛ كيكة العسل الروسية، وتشيز كيك الياباني.
الأصناف المشهورة
يعد الإبداع في صنع الحلويات، من وجهة نظر “آل عمران”؛ فنًا مُتجددًا، ولا توجد أصناف مشهورة، وهنا العامل المؤثر ما تسميه “الهبّه”، فلِكُل وقت صنف مرغوب ورائج كثيرًا وبعده ينطفئ ويحل محله صنف آخر، هكذا هي السوق.
تجارب وإضافات
توضح “آل عمران” أن هناك بعض الأصناف من الحلويات لا تكون أساسية الصنع في المملكة بل تأتي من الخارج وتضاف عليها اللمسات المحلية حتى يتناسى الناس مكان قدومها، مستشهدةً بـ كيكة الحليب التي أتت لنا من تركيا، وأضافت: “لو بحثنا على سبيل المثال عن كيك فكتوريا لوجدنا أصلها جاء مِن بريطانيا، وكيك العسل مِن روسيا، وهكذا في بقية الأصناف غير المحلية”.
مشاركات محلية
وفقت فاطمة المنحدرة من جزيرة تاروت في بعض المشاركات المحلية في العديد من المهرجانات الخيرية في القطيف منها؛ دورة الزواج الخيري، موضحة أن هذا بحد ذاته إنجازٌ وتصفه بـ”الجميل، وكأنك ترسم حُلمك على أرض الواقع فيراه الناس جميلًا، وهذا ما سيدفعك للأمام”.
دورات
دفع الشغف فاطمة لساحات جديدة وتجارب لتبدع أكثر، توضح ذلك قائلة: “دفعني نجاحي فيما تعلمته على يد الشيف طلال الحمضان في دولة الكويت، فقمت بتقديم دورات كثيرة بعضها حضورية وكانت خاصة لفئة الأطفال تحت عنوان (حفلة شاي)، هدفها أن نهيئ صغيراتنا لتعلم أساسيات خبز الكيك وتزيينها بشكل مُبسط بحسب منهج المدرسة للبنات في الصفوف الأولية، ومن ضمنها أون لاين كورس الأساسيات وكورس الاحتراف في تزيين الكيك للصغيرات”.
ترويقة
توجهت “آل عمران” لمشروعها الخاص، وأطلقت عليه اسم “ترويقة”، وذلك بعد دراستها واجتهادها على نفسها للحصول على ما تتمناه، منوهة إلى أن هذا كله بفضل الله وتوفيقه وتشجيع زوجها وأهلها وأصدقائها.
وتأتي كلمة “ترويقة” من تعبير معروف في لبنان وهو “الرواق” أي الهدوء، فهي إحدى الوجبات التي باستطاعة الشخص أن يعطيها الوقت الكافي لتحضيرها وتناولها بذهنٍ صافٍ.
نجاح ومفاجأة
تعتبر فاطمة نفسها راضية جدًا بما وصلت إليه، مبينةً أنها ستعمل بجد للمضي نحو تحقيق كل طموحاتها، ولديّها خطة مستقبلية لكنها لن تكشف عنها وهي في طريق التحقق بإذن الله.
وتفخر من خلال عملها في مشروعها بردود عملائها الإيجابية، كما تفخر بأنها كانت السبب في انطلاق الكثيرات إلى عالم الحلويات من خلال الدورات التي قدّمتها ولا تزال لهواة الحلويات عن طريق الأون لاين، وأعربت عن أمنيتها أن يكون لديها إصدار خاص لصنع الحلويات، وهو أحد أهم أهدافها المستقبلية، وقد بدأت في تفعيله جزئيًا من خلال طرح الوصفات على حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي.
وختامًا، وجهت “آل عمران” كلمتها لمن لديهم طموح ورغبة في تحقيق مشروع لكسب الرزق قائلة: “إذا كان عملك أو مشروعك مشروطًا لِكسب الرزق فيحتاج مِنك من البداية إقناع نفسك بحُب هذا المجال، لأنك بدون أن تحب شغلك لن تبدع فيه، لأننا نحتاج إلى حب العمل والرغبة والإصرار، وأيضًا مُهم أن نعرف خامة الزبائن وما هي رغبتهم، وذلك لِعرض المُنتج بشكل مُرضٍ للطرفين”.
وأضافت: “النجاح ثمرة لها طعمها الخاص في حياة صاحبها لجهده وتعبه وتحفيزه لذاته، لذلك أشكر زوجي وأهلي وجميع أصدقائي الذين قدموا دعمهم لي بكلماتهم الرائعة، كما أشكر «القطيف اليوم» من أعماق قلبي لإتاحة الفرصة لي في هذا اللقاء”.