زائر الأشواق

طيفٌ عذبٌ جمعني بمحبوبتي، فاْندَلَقَت من كُوةِ الغيبِ بعضُ النسمات..

قَصَدْتُ المُنَى والحُبَّ والأُُنسَ في المدى
بزورةِ هيمانٍ لجنتها عَصْرَا

كما تلتقي الُعشَّاقْ بعد فِرَاقها
لقِيتُ الندى والوردَ والزهرَ والعِطرَا

وما إن تَلاقت أعينٌ في اشتياقِها
ركضنا نُروي الروحَ والقلبَ والصَدرا

فمُّدَت جَناحي رَحمةٍ ومَودةٍ
بلهفةِ مشتاقٍ لفاقدها دَهرَا

فطوّقتُها بالشوقِ عصراً لمُزْنِها
فأمطرَ نسرينٌ على خَدِها قَطْرَا

ولولا ضُلوعُ الصدرِ؛ ضُمَّتْ جَوانِحٌ
ولولا الهَوى واللهِ لانكسرت كَسرَا

تَرقرقَ في سمعي غِناءُ فؤادِها
بقيثارةٍ بالروحِ فانتَظَمت شِعرَا

تراقصت الأطيار نشوى سرورها
وغنى اريجُ الجو منتشياً سُكرا

وطافَ مع الاشذاء طِيبُ ذُيُولِها
كأنّي أرى عِطرا، كأنّي أرى سِحرا

أكانَ لقاءً في السماواتِ عَارجاً
وتلك السما أرخَتْ لعُشَّاقِها سِترَا

أم النفسُ شفَّت مُذْ صَفَت لجمالِها
تحلّقُ في الفردوس  كاشفةً سرا

هي الروحُ زَارت في النعيمِ ملاكَها
‏وطيفٌ أتى فاخضلَّ واخضرَّ وافْتّرَا

أيا طائرَ الاشواقِ خذني لروضها
لعلّي مع الأنسام، استلهم الذكرى..

هي الأمُ، معراجُ الجمالِ رداؤها
وفي قربها نحيا ونستنشق الطهرا

حنانيك إني في هواها متيمٌ
وحبي لها بحرٌ؛ وهل أغرِفُ البَحرَا

لو اطلعَ العُذّالُ حَالي لما دَرَوا
أجُنَّ الفَتى والله  أم عَاقَر الخَمرَا



error: المحتوي محمي