من منصته.. الخنيزي يقود 95 متدربًا في رحلة التفكير الإبداعي

استثارَ المدرّب محمد الخنيزي 95 متدرّبًا، لخلق أفكارهم الإبداعية، وعدم الاستهانةِ بها، وإن بدت مجنونةً لمن حولهم، ذاكرًا أنَّ الفرق بين الإبداع والجنون شعرةٌ واحدة، وكثيرٌ من المبدعين اتُهموا بالجنون، واستُخفَّ بأفكارِهم الإبداعية المختلفة، التي نالت شهرتها فيما بعد، وذلك في البرنامج التدريبي “استراتيجيات التفكير الإبداعي” الذي قدمه عبر منصتهِ في “إنستجرام”.

تنوّع
أوضحَ “الخنيزي” أنّ برامجَ التفكير هي برامجٌ مختلفة ومتنوعة، وليست موحدّة؛ لاختلاف أنواع التفكير، فالتفكير الإبداعي يختلفُ عن التفكير الناقد مثلًا، فلكلّ برنامجٍ من برامج التفكير مجالهُ وفكرتهُ الخاصة بهِ.

السرّ
وكشفَ السرّ الذي يجعلُ الغرب ينتجون الكثير من البرامج المختلفة والجديدة بأفكارها، والأفلام العبقرية، في حين يقوم العرب بتعريب هذه البرامج والأفلام الغربية فحسب دون ابتكارٍ للأفكار، موضّحًا أنّ ذلك يعود لاهتمام الغربيين بدراسة التفكير، وممارستهُم لاستراتيجيات التفكير، وطبّقوها كذلك في مدارسهم، فبرنامج “الكورت” مثلًا لتعليم التفكير للمبدع، مطبّق في أكثر من 40 دولة اعتمدتهُ في المناهج الدراسية.

سلسلة
وعرّفَ التفكير بأنّهُ سلسلةٌ من النشاطات العقلية التي يقومُ بها الدماغ عند تعرّضهِ لمثيرٍ ما بواسطة الحواس الخمس، ويُعرّف كذلك بأنهُ بحثٌ عن معنى من خلال المواقف والخُبرات.

منطقٌ وإبداع
وذكرَ نوعين من التفكير، هما التفكير المنطقي الذي نعتمدهُ في حياتنا بصورةٍ عامة، ويهتمُّ بالأمور المنطقية كالصواب والخطأ، والمقبول واللا مقبول، والثاني هو التفكير الجانبي الذي يتمحورُ حول الخيال والإبداع.

نِسبٌ
وعبّر “الخنيزي” عن عقلية الطفل بالقالب الفارغ الذي يتوجّب إملاؤهُ بكلِّ ما هو آمنٌ من المعلومات الصحيحة، لينطلقَ بعدها في الحياة، وعالم المعرفة بصورة صائبة، ويستخدمُ الطفل في سنواتهِ المبكرة 2% تفكيرًا منطقيًا، و98% تفكيرًا جانبيًا إبداعيًا، ولذلك تكون أسئلة الطفل في مراحلهِ المبكرة مختلفة وغريبة ودقيقة، وربّما حتّى تُعجِزُ الكبار في جوابها.

ونوّه إلى تغيّر هذهِ النسبة في التفكير حينَ وصول الطفل لسن السادسة أو السابعة، فيستخدم 90% تفكيرًا جانبيًا، و10% فقط تفكيرًا إبداعيًا، وذلك يرجعُ لأسبابٍ عديدة منها منهجية التعليم والمعلّم، حتى تصبح نسبة التفكير لديه كالكبار عند وصولهِ لسن التاسعة بـ2% للتفكير الإبداعي، و98% من التفكير المنطقي، مشيرًا إلى أنّ نسبة التفكير الإبداعي هي نسبة متغيرة بحسب استخدامهِ لاستراتيجيات التفكير والتعلّم.

التفكير الإبداعي
وبيّن مفهوم التفكير الإبداعي، بـِ الإتيان بشيء جديد ومختلف، موضحًا أنّ الفكرة تمرُّ عبر سلمٍ من المراحل، أولى درجاتهِ التساؤل الذي يتولّد من المُثير، ثمّ التفكير الذي قد يكون بسيطًا محدودًا، أو يصلُ إلى درجةٍ أعلى وهي الانشغال الذهني الذي يوصلُ الفكرة إلى أعلى درجاتها وهو الإبداع.

مفاتيح التفكير الـ20
وشرح “الخنيزي” برنامج “مفاتيح التفكير الـ20” الذي يحمل 20 أداةً لتعليم التفكير المنطقي والناقد، والتفكير الإبداعي كذلك، مشيرًا إلى أنّ استراتيجية “العصف الذهني” هي الأم الكبرى لاستراتيجيات التفكير الأخرى، ويُقصدُ بهِ توليد أكبر كَمٍّ من الأفكار، دونَ الاهتمامِ بأصالتها، وعدم استبعاد أيّ فكرةٍ منها أو انتقادها، ومن المهم جدًا الإلمام بأسسهِ الصحيحة، وتطبيقهِ الصائب.

تريز
ووصف “الخنيزي” مبدأ “تريز للتفكير الإبداعي” بـ”أبو الإبداع”، فهو يحمل 40 مبدأ مختلفًا للتفكير الإبداعي.

وذكر من مبادئهِ مبدأ “البناء المائي أو الهوائي”؛ كاستبدال الحالة الصلبة في الجسم أو النظام بالسائلة أو الغازية، أي بانتفاخ هذهِ الأشياء بالماء والهواء، مستشهدًا بحادثة “التيتانك” المشهورة التي غرقت بمن فيها، نظرًا لعدم توفّر قوارب نجاة كافية، منوّهًا إلى أنّه لو تمّ استخدام هذا المبدأ بقوارب النفخ فيها لكان عدد الناجين أكبر بكثير من الحقيقة.

كورت 4
وتحدّث عن برنامج الـ كورت، المُعتمد في أكثر من 40 دولة، وهو برنامجٌ عالمي لتعليم التفكير وضعهُ الدكتور إدوارد دي بونو سنة 1970م، ويتكوَّن من ستة أجزاء، في كل جزء عشر أدوات، وكلّ جزء يحمل اسمًا وهدفًا يجب تحقيقه خلال دروس الجزء.

وتحدّث عن أداةٍ واحدة من أدوات “كورت 4″، وهي المدخل العشوائي، وتُعرّف هذهِ الأداة بأنها أداة لتوليد أفكار جديدة لمشكلةٍ ما بطرح أفكار عشوائية غير مرتبطة ببعضها البعض.

سكامبر الإبداع
وأشادَ ببرنامج “سكامبر” لتنمية الخيال والإبداع، وهو عبارة عن طريقة تساعدك على التفكير في تغييرات يمكن أن تحدثها على منتج للخروج بمنتج جديد، ولهُ 10 أدوات مهمة، ومن ضمنها أداة الحذف أو الإزالة، وتتضمن عددًا من التساؤلات مثل: ما يمكن التخلص منه، وما الذي يمكن إزالته؟ وما الذي يمكن تبسيطه؟ مستشهدًا بسلك الهاتف الذي تمّ الاستغناء عنه وحذفهُ فيما بعد، دون مساس بعمل الهاتف.

ودعا “الخنيزي” في ختام حديثهِ إلى البعد عن الجانب التقليدي النمطي في التفكير، والخروج بالتفكير عن صندوقهِ، والولوج لعالم التفكير الإبداعي، والإلمام بأدواتهِ وممارستها عمليًا، وفتح الآفاق لكل فكرة جديدة مجنونة.


error: المحتوي محمي