بدأت قصة كاظم العاشور، عندما أبدى رغبته بارتقاء المنبر الحسيني، وهو طفل صغير، ولم يتردد حينها والده الشيخ موسى في تلبية طلبه، ومكنه من صعود المنبر، حدث ذلك قبل سبعة أعوام، عندما كان عمره حينها لا يتجاوز الثلاث سنوات.
استهلت حكاية “العاشور” مع القراءة، بموقف طريف، لا ينساه والده، فكاظم الذي عُرف عنه انتظامه في أوقات النوم، كان حينها ينتظر وقت برنامجه في حسينية العاشور ببلدة الأوجام، والذي كان مقررًا بعد انتهاء الخطيب، إلا أن وقت خلوده للنوم داهمه في الحسينية، ولم يستطع المقاومة، فنام حينها، ولما انتهى الخطيب، أيقظه من النوم، فاستيقظ وحمله، صاعدًا به المنبر، وقرأ تلك الليلة مصاب العباس “ع”، وقد استمع إليه الحضور متأثرين.
الموهبة بستان
لم يواصل “العاشور” مسار القراءة الحسينية، بل ذهب يفتش هنا وهناك عن مواهبه الأخرى، حتى استقرت به رحلات الاستكشاف إلى الشغف في معرفة أسرار عالم الفضاء الإلكتروني، حين كان حينها في الخامسة ربيعًا، ومن خلال استخدام الآيباد، بدأ يمارس اللعب إلى حين بلوغه السابعة، وبدأ بعدها يشرح طرق التعامل مع الألعاب الإلكترونية لمن حوله، حتى قرر إنشاء قناة على “يوتيوب” يمارس فيها هذه الهواية.
وذكر لـ «القطيف اليوم»، أنه في الثامنة، بدأ استخدام الحاسب الآلي، متقنًا بعض البرامج من خلال جهده الشخصي، يعلوه الحماس بالتوغل في تعلم كل جديد، يحتويه الحاسب الآلي، وأخذ يطور مهاراته عبر مقاطع “يوتيوب”، التي يستمع لها باللغتين العربية والإنجليزية، متقنًا أساسيات لغة البرمجة #C، وإنشاء المدونات المونتاج والفوتوشوب، مستخدمًا البرامج التالية في عمله: برنامج Filmora 9 ،camtasia مونتاج الفيديو Kirta and fhotoshop، تصميم الصور، وWorldPress المدونات، Unity وبرمجة الألعاب الإلكترونية، Audacity.
وفي الصعيد ذاته، تلقى “العاشور” مجموعة من الدورات، لتنمية قدراته، منها: دورة الخوارزمي في الحساب الذهني للرياضيات عند السيد مفيد السادة، ودورة اللغة الإنجليزية في دايركت انجلش، ودورة مهارات التصميم المعتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، إضافة إلى دورة التأهيل الديني في مسجد الإمام الحسن (ع) في الناصرة، كما أخذ دورة في السباحة، ركوب الخيل، وكرة القدم لدى المدرب علي جمعان.
البديهة والصندوق
“العاشور” حاضر البديهة، متعلم بذاته، يقرأ كل ما يغريه، ليتعلم، ويمارس ما يتعلمه، مغرمًا بالفضاء، لديه مهارة الإلقاء، والارتجال، وفي حوزته رصيد كبير من المفردات والمخزون المعرفي، يجيد الشرح حيث يستعين به بعض المعلمين في شرح الدروس، ويصفه بعضهم بالعبقري، والبعض الآخر، بأنه دائمًا يفكر خارج الصندوق.
وحظى باحترام منقطع النظير لدى جميع المعلمين في كل مراحل دراسته، حيث يشار له بالبنان، مشاركًا في حفل الخريجين للمدرسة في كل عام، ومع زملائه الطلاب، تجده ممثلًا المدرسة في المعارض، والملتقيات التابعة لوزارة التعليم، وقد شارك في يوم العيد الوطني بإلقاء قصيدة في استقبال وكيل محافظ القطيف فلاح الخالدي، وتم إنجازه لاختبار الأولمبياد العلمي للعلوم والرياضيات، التابع لجامعة البترول هذا العام.
وعند سؤاله عن “عالم القراءة في حياته، ومن يراه قدوته، ويقتفي خطاه؟”، يجيب بأن والده مهتم بالثقافة والمجتمع، المطالعة الدائمة، وله نشاطات وكتابات استفاد منها، منوهًا إلى أن تأثير والده كبير في حياته، وشغفه بالمعرفة والقراءة، متمنيًا رضا الوالدين، الذي يراه أكبر نعمة في هذه الحياة.
وبين أن مشروعه الحالي هو إنشاء مدونات لحفظ الأعمال الأدبية والثقافية، بالإضافة إلى المونتاج والفوتوشوب.
ويطمح إلى استلام أي عمل يستطيع القيام به، لافتًا إلى أنه يخطط حاليًا لشراء جهاز حاسوب بمواصفات عالية، ليستطيع اختصار الوقت والجهد، والحصول على البرامج المهمة، التي يستفيد منها بشكل أفضل في عمله.
ويقول: “لا يوجد ما هو صعب على الإنسان، طالما يمتلك الإرادة في التعلم، والتزود بالمعرفة، فإن العلم والمعرفة ليسا مقتصرين على الكبار، نحن الصغار بإمكاننا الاستفادة من التكنولوجيا والتطور، لنضع بصمتنا ونحقق شخصيتنا وما نصبو إليه من أحلام”.
ونصح كل من لديه جهاز حاسوب، بأن يستفيد من التقنية لتطوير مهاراته، دون اللجوء لأخذ دورات مكلفة ماليًا إذا كان ما يحتاجه متوفرًا، ويمارسه ليبتكر طرقًا جديدة للإبداع، والتحصيل المالي والفكري، وتحقيق طموحاته.
صور:
فيديو: