لغة الحب تشعل حرفة العشق

الحب معادلة رياضية لها القدرة مساعدة جميع العلوم، الحب يتسلل إلى جميع الكائنات بشكل عذب وجميل ويطير مع العصافير، حيث يبصر الجمال الحقيقي.

منطقتنا الحبيبة تعلمت لغة الحب في الخطاب من زمن طويل، حتى أصبح من ضمن الإرث لدينا، شخص شامي يشتم الإمام عليه السلام، يرد عليه الإمام بلغة الحب وليس بلغة الشتم والتنفير، أقبل الحسن عليه السلام فسلم فقال: أيها الشيخ أظنك غريباً، ولعلك شبهت، فلو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك حتى أصبح الرجل الشامي من كان يكره الإمام من قبل أصبح يعشق الإمام بالحب.

نعم الجمالية تحويل الضربات إلى قبلات ولهيب النار إلى بساتين أزهار والخناجر إلى مروج خضراء في استخدام لغة الحب، مقدمة المقال تعمل حراثة فكرية وتمهيدية حتى ينمو حب الاطلاع على كامل المقال.

أصبح السوشيال ميديا حمامة الزاجل في توصيل الرسائل والأخبار، من مساء أمس بصري تصافح مع رسائل ونقاش حول مقال يحمل موجات مد رفيعة على شريحة فاضلة من المجتمع عن طريق السوشيال ميديا، لربما المقال يقف على كرسي الإعدام الخشبي ينتظر طفلاً صغيراً يحرك الكرسي حتى تلتف المشنقة على رقبة المقال ويكون من الأموات، لكن ليس المهم هو إعدام المقال ووضع حبل المشنقة عليه الأهم ما هو الأسلوب في المقال وكيف التأمل معه.

عند استعراض فكرة للكتابة يجب مراعاة الهدف من الرسالة، حيث بعض الكتابات تريد محاكمة عقلية في احترام وجهات النظر للطرفين وعدم التعرض للشخصنة، الجدال والشتم في الحوار من الأساليب المنفرة في كسب ثقة الناس، عندما تكون الكتابة تفقد الأدلة القوية يصعب البحث عن الحقيقة.

ننتمى استخدام لغة الحب في الإقناع بينما لغة الشتم والشخصنة تبني جدران وعقبات يصعب إزالتها، الفوز الحقيقي في امتلاك المحاور أسلوب الطرح والإقناع ليس طرح المادة في أسلوب تحدٍ وتهور تحمل لغة السجناء فكرياً، المضمار العلمي مفتوح للجميع في طرح المرئيات، لكن ليس في أسلوب مشية الطاووس، لم يعترض أحد على طرح أي فكرة قابلة للنقاش لكن في أسلوب مهذب بدون غرور، فليس من يمتلك سلة شهادات علمية مؤشر في براعة الشخص من استخدام أدوات لغة الحوار.

نتمنى من بعض الفضلاء المشايخ وأنا لست تلميذاً لهم بل تلميذ تلامذتهم فخراً، استقبال أي فكرة تخرج من سجون الفكر معالجتها بلغة الحب حتى تتحول الكراهية إلى عشق، وينقلب الشخص من عدو إلى صديق، وينشر الفكرة في تبليغ ويفتخر بأنه من سكان منطقة القطيف، حيث يملكون لغة الصبر والحوار الجميل، وتحرير الأشخاص من السجن الفكري هو مهمة المشايخ الفضلاء بينما لغة اللعن والشتم نتائجها التنفير والكراهية، ما جمالية تصرف الإمام علي عليه السلام، يكون في محاكمة مع يهودي بخصوص درع قد سرقه اليهودي من الإمام، اليهودي وإمبراطور الملك لهم نفس القوة الاجتماعية في المحكمة، الحكم يصبح إلى صالح اليهودي، فيقول اليهودي بلد يتساوى فيها الحاكم مع المواطن، أشهد لا اله ألا الله وان محمد رسول الله، هذه لغة وتصرفات الحب التي تقلب العدو إلى عاشق من جذبه إلى علوم آل محمد، نتمنى ألا نغيب علوم وسلوك آل محمد في تعاملاتنا وتحتضن الأفكار بلغة الجمال والحب.


error: المحتوي محمي