هل عيد الفطر كان عبرة أم لا؟!

بعد عيد الفطر المبارك فُتح الحظر الجزئي ومن ثم فتح الحظر كاملاً ورجعت الحياه تدريجياً وبدأت الاحتفالات والمسرات العائلية المعتاد عليها كل سنة وعمّ الفرح والسرور في أرجاء البيوت وكلٌ يحتفل على شاكلته.

وكان التأثير واضحاً في المجتمع، حيث بدأت أعداد الإصابات تزداد بكثرة وكانت الإصابات جماعية، فلم يكفِ نقل العدوى إلى شخص أو شخصين، وإنما أصابت العائلة بأكملها بسبب شخص واحد مصاب يحضر إلى هذه الاحتفالات الخاصة التي يقيمها العوائل، في البيوت فتنتقل العدوى إلى العائلة بأكملها.

ومنها كانت البداية لفقد ومرض الأهل والأحبة، فمنهم من ذهب إلى السرير الأبيض وحالته الصحية تزداد سوءاً كل يوم، فازدحمت المستشفيات بالمرضى، منهم من كانت إصابته خفيفة وتم تطبيق الحجر المنزلي عليه.

ولم يكتفِ هذا الفيروس بذلك فقط، وإنما أخذ منا أشخاصاً عزيزين على قلوبنا ولم نستطع أن نودعهم الوداع الأخير أو حتى أن نحضر جنازتهم، وتحولت تلك الأفراح والمسرات إلى نحيب وألم.

هذا غير العامل النفسي الذي كان قاسياً على بعض الأهالي، ومنهم لا يزال أثر الصدمة التي أثرت به فإلى الآن يخضعون إلى العلاج النفسي عند الطبيب المختص.

يكفي دموع الأمهات والأطفال على فقد الأحبة وفي قلوبهم الحسرة لفراقهم، يكفي تعب لمن هم يسهرون على راحتنا ولم يهنأوا في يومهم، تركو أهلهم ومن يحبون من أجل سلامتنا.

هل كانت هذه عبرة قاسية للجميع؟؟ هل سوف تتكرر هذه المأسـاة التي عشناها في الأيام الماضية لا سمح الله ونحن مقبلون على عيد الأضحى المبارك

لا نقول لن نعايد أهلنا وأحبتنا والمجتمع تعود على مثلِ هذه المناسبات كل سنة يعيشها بأجواء خاصة تملؤها البسمة والفرحة والسرور، ولكن دعونا نفرح بحذر وبدون أي عناق وأي تقارب، دعونا نفرح بدون أن نفقد أو يصاب عزيز علينا ونتبع الإرشادات التي تتضمن سلامتنا وسلامة من نحب.

لندع الفرحة تكتمل وتخلد في الأذهان ولا ينسيها الألم والحزن وتكون مجرد ساعات بسيطة وينتهي كل شيء، يكفي من فقدنا أو أصيب من أحبتنا.

لا تتهاون في المرض لأنك لا تعلم ما هو مدى الإصابة وقوة تأثيرها عليك أو على أحد من أحبابك لا سمح الله، ولا تفكر في أنك اصبت فلن تُصاب مرة أخرى لأنك لا تعلم ما هي مدى قوة الجهاز المناعي لديك.

لتتصدى إلى هذا الوباء الذي عم بنا، دع شعارك في العيد يكون “نعيد بحذر وتباعد”. وكل عام وأنتم بصحة وعافية.



error: المحتوي محمي