لم يكن سهلاً الموازنة والاختيار عند الباحث الأكاديمي الدكتور سعيد الجارودي بين كفتي الانتقال من مختبرات الأبحاث، و14 براءة اختراع جميعُها في علاج مرض السرطان بمركّبات الذهب من ضمنها واحدٌ في وقود الطائرات، وكفة التفرّغ لرئاسة نادي مضر في فترتهِ القادمة، بعد أن بيّت نيتهُ للترشح لرئاستهِ، بعد انتهاء مجلس الإدارة الحالية بنهاية هذا الموسم، وفتح باب الترشح بتاريخ 19 ذو الحجة، وذلك بعد الإعلان عن فتحهِ سابقًا لثلاث مرات، وعدم وجود متقدّمين في الأعوام السابقة.
وبين الجارودي لـ«القطيف اليوم» أنّ اختيارهُ لرئاسة نادي مضر كأولوية في وقتهِ الراهن، لا يعني استغناءه عن أبحاثهِ المخبرية، ولن يشكّل الأمرُ عائقًا لديهِ، وذلك لأن الأمور مبرمجة للاستمرارية فيها، بالتعاون مع باحثين آخرين.
وأكد لـ«القطيف اليوم» أنه لديه النية في الترشح، ودعمها بالمحاولة سابقًا ولكنه لم يوفق، أما الآن، فقد حان الوقت، لخوض هذا المعترك الرياضي، سعيًا في خدمة الكيان، مؤكدًا أنه له كل الشرف في هذه الخدمة.
وقال: “إن أعضاء مجلس إدارته جاهزون على الأقل بالحد المسموح به، وهم ينتظرون صافرة البداية”، مشيرًا إلى أنه، سيدعم أعضاء مجلس الإدارة بوجوه جديدة، بينهم شخصية رياضية، لها ثقلها في هذا المضمار -رفض التصريح باسمه-، ليكون مفاجأة المجلس الجديد.
رؤية طموح
وبين الجارودي أن رؤية مجلس الإدارة القادم، تكمن في ثقافة المحافظة على الإنجازات السابقة، التي حققتها الإدارات المتعاقبة، وكذلك الاستمرار في تحقيق الإنجازات، بالإضافة إلى العمل الجاد، سعيًا إلى تحقيق إنجازات أخرى، لها طبعها الجديد، من خلال وضع الخطط الإستراتيجية، بعيدة المدى، مؤكدًا أن ذلك، لا يثمر، وتنضج ثماره، إلا بتكاتف الجميع، وتعاونهم، ووضع مصلحة الكيان، نصب أعين الجميع.
وأشار إلى أهمية الاهتمام بالألعاب الأخرى، التي تأتي ضمن الأولوية في المجلس الجديد، والتركيز على الألعاب الفردية، لإسعاد الشارع الرياضي، وتشريف الوطن الغالي، ورفع رايته في المحافل العربية والدولية.
ويقول بثقة وطموح: “إن العمل في المجلس القادم، سيكون بشكل ممنهج”، مشددًا على أن مراقبة الأداء في كل نواحي العمل في النادي، والألعاب، والإشراف عليها، والعمل الإداري، للوصول إلى أحسن أداء، ولن يتم التجاوز عن الأخطاء، أو الإهمال من قبل الجميع.
ونوه بأن الكل محاسب وأولهم رئيس النادي الجارودي، إذا ما بدر منه أي تقصير -لا سمح الله-.
باقة شكر
وبعث باقة شكر تزفها سيمفونية من الأهازيج المضراوية، لكل الإدارات السابقة، التي لها الباع الطويل في تحقيق الإنجازات، مؤكدًا أن إدارته ما هي إلا استمرار لما قدموه.
وأشار إلى أنهم، لن يتوانوا في الاستفادة من كل العاملين في النادي، السابقين، مشددًا على أن الخبرات تمثل الزاد الذي يأتي ضمن منهجيتهم.
جدير بالذكر أن الدكتور سعيد الجارودي، المنحدر من محافظة القطيف، عالم مختبرات في شركة “أرامكو” السعودية منذ عام 2003، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء غير العضوية منذ عام 2014، وحصل عليها من جامعة الملك فهد بالظهران، وقبلها حصل من الجامعة نفسها على الماجستير في الكيمياء العضوية سنة 1996، والبكالوريوس في الكيمياء الصناعية سنة 1993، وشغل وظيفة “محاضر” في الجامعة بين 2000 و2003، ولديه أكثر من 20 بحثًا علميًا محكمًا منشورًا في مجلات عملية في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، أمثال: Polyhedron، وNew Journal of Chemistry، وBioMetals وBioMetals، وسجل له مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع 14 براءة اختراع جميعُها في علاج مرض السرطان بمركّبات الذهب، وبينها واحدٌ في وقود الطائرات.