تغرب عن بلده وأهله مهاجرًا إلى المملكة العربية السعودية طلبًا للعلم والرزق معًا فوجد في القطيف وأهلها ضالته، وكانت همته العالية في طلب العلم دائمًا تدفعه لبذل المزيد من الجهود في سبيل تحقيق العلم وطلبه ولو على حساب وقت نومه واستراحته فما كان جزاؤه إلا نيل مراده ومرامه.
إنه المهاجر الإندونيسي زين العارفين بن حمدان داوود الذي قصد المملكة وُظِف في مجموعة معاهد الإزدهار للغات – لصاحبها زكي عبد العزيز الفرج والسيد محسن مصطفى العوامي- في منصب عامل.
وتحدث عن بداية مشواره المهني والعلمي في القطيف قائلًا: “كانت تجربة رائعة وإيجابية جدًا من وجهين؛ من حيث المهنة والاسترزاق حيث كانت مدة إقامته في المجموعة خلال هذه المدة الطويلة سببًا يسره الله لي لأكسب قوت يومي وأعيل أهلي، ومن الناحية العلمية، حيث كان مكوثي في مجموعة معاهد الازدهار واحتكاكي بالموظفين وطلاب أهل القطيف والأجانب منهم سببًا وحافزًا كبيرًا لي ولد لدي همة عالية لأرفع من مستواي التعليمي فسجلت نفسي في الجامعة إلى أن تخرجت فيها”.
وعبر عن إعجابه بالقطيف كمحافظة وبأهل القطيف كمجتمع وزملاء في العمل وإدارة وملاك المجموعة وحبه لأهل المنطقة جعله يمكث فيها قرابة ١٢ سنة متواصلين لينتقل بين الفروع الاخرى في محافظة القطيف
وذكر أنه كانت تجاربه المهنية الأولى في منطقة القطيف وبدأ يكتسب المهارة في شغله، حتى صار معروفًا هناك، وظل متمسكًا بالعمل في القطيف خلال هذه المدة لأن المنطقة كانت بداية مشواره المهني والعلمي، حتى غادر القطيف بخروج نهائي لإندونيسيا لاستكمال مشواه المهني في تخصصه الجديد (الترجمة).
زين العارفين أو عارف كما يسميه جميع من في المعهد الذي مكث قرابة 12 سنة يخدم المعهد بكل جد واجتهاد وإخلاص حتى صار من أقدم الموظفين في المجموعة التي يقرب عمرها من 19 سنة، لم يمنعه أداؤه لوظيفته في المعهد أن يخصص لنفسه وقتًا ولو على حساب راحته ليطلب العلم، فسجل نفسه للدراسة عن بعد في تخصص علم الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة الإندونيسية بعدما كانت لغته الإنجليزية متواضعة في أعوامه الأولى.
يذكر عارف أنه وجد في مجموعة معاهد الازدهار للغات والتي أمضى فيها عقدًا ونيفًا من عمره بيئة ومحيطًا ودعمًا لغويا ساعده كثيرًا على ممارسة اللغة الإنجليزية بشكل يومي مع الطاقم التدريسي والإداري، مما دفعه أكثر للمثابرة والاتجاه بلا هوادة لتحقيق حلمه في التخرج وإتقان التخصص الذي هو فيه.
وحكى أنه بعد أعوام من الجد والاجتهاد والتعب في المذاكرة والذهاب إلى مدينة الرياض بمعدل مرة واحدة في كل شهر لإجراء الاختبارات الشهرية، مع تعب الليالي التي يسهرها في سبيل طلب العلم إلى أن تخرج مؤخرًا حاملًا شهادة البكالوريوس في الترجمة ليتحقق بذلك حلمه الذي طالما سعى إليه طيلة الأعوام التي قضاها في مجموعة معاهد الازدهار للغات..
وأشار إلى أنه أصبح بفضل الله ثم بهمته العالية والفريدة التي لم ترض بغير النجاح سبيلًا “المعلم المترجم زين العارفين بن داوود حمدان”، فكان مشواره مصداقًا للمثل القائل “كانت رجله في الثرى… وهامة همته في الثريا”.
وعن طموحات عارف البالغ من العمر 33 عامًا في المستقبل ذكر أنه يطمح إلى أن يبدأ سيرته المهنية في مجاله الجديد وهو الترجمة في بلده فهو حاليًا يعيش في إندونيسيا ويستعد للزواج بعد أن كان بالأمس يعيش مع زملائه في القطيف.
من جهتها، أكدت مجموعة معاهد الازدهار أنها تفتخر بأن ينتسب إليها المعلم المترجم عارف بن حمدان الذي مر بمراحل مهمة في حياته العلمية والمهنية وصولًا إلى غايته التي تحول مسار حياته، وتبارك له.