السفر دواء للروح وغذاء للجسد، وهروب من أعباء الحياة اليومية وكسر للروتين والرتابة، وقراءة في كتاب الكون وتدبر في إبداع وإتقان الخالق سبحانه وتعالى، السفر رحلة علمية في جغرافية وتاريخ ثقافات وحضارات الشعوب، ويوسع الآفاق ويعزز مهارات التواصل مع أشخاص من ثقافات مختلفة.
على ضوء ذلك، ومن خلال منصة “زوم” الإلكترونية، حل السندباد القديحي زهير عبد الله الفرج ضيفًا على ملتقى “سدرة” الثقافي، في أمسية حوارية بعنوان “حكاية مسافر قطيفي”، لسرد تجربته السياحية المليئة بحكايات السفر ومتعة الاستكشاف والمغامرة، وما تحوي الرحلة من تفاصيل وخطط، وذلك يوم الأربعاء 22 يوليو 2020م، وحاوره شاكر الورش.
وذكر “الفرج” أن أول رحلة سياحية كاملة التفاصيل كانت وجهتها إلى ماليزيا في عام 2008، حيث استطاع أن يخطط سير الرحلة من جميع الجوانب والحجوزات بصفة شخصية بدءًا من يوم الوصول إلى نهاية الرحلة والمغادرة، وفي عام 2009 بدأ الرحلات السياحية بشكل منتظم.
وأضاف: “يُغير السفر مفاهيم كثيرة عند الإنسان، ويؤثر على شخصيته ويكسبه عادات وسلوكيات إيجابية، بعض الدول نتعلم منها احترام القوانين والديانات وتقبل الاختلاف، أو تكون مصدرًا يعلمنا الكفاح والنجاح”، مشيرًا إلى أن التعرف على تقاليد جديدة وطرق مختلفة من العيش أمر مذهل يمنحنا منظورًا جديدًا للحياة.
وتابع: “بداية سفري كان هدفها المتعة ولأي مكان بالعالم وللأماكن القريبة، وبعدها تحولت إلى حُب وشغف لاستكشاف دول وأماكن جديدة ووجهات حديثة غير مكلفة ماديًا يستطيع أي شخص أن يسافر لها ويقضي عطلة سعيدة مع عائلته”.
وتحدث “الفرج” عن رحلته السياحية إلى بولندا في العام الماضي، وأظهر فيها الريف البولندي وجماله، ولاقت هذه الرحلة صدى واسعًا في حساب “المسافر القطيفي” الذي يهتم بإظهار ما يناسب الجميع، مشددًا على ضرورة التركيز على هدف الرحلة للاستفادة قدر المستطاع من الرحلة، وإن وقعت بعض الأمور غير المتوقعة.
واستعرض بعض المواقف التي يمر بها المسافر في رحلته السياحية، موضحًا التوقيت المناسب للسفر، والدول المناسبة لقضاء شهر الزواج و التي تتسم بالهدوء والأجواء الرومانسية.
وعقب على جدلية بين المهتمين بالسفر حول ثقافة السفر، فمنهم يقول إنه للترف وكماليات غير مهمة أو صرف مبالغ مادية أو لمجرد محاكاة الآخرين، قائلًا: “السفر سلوك عام وخيار للشخص نفسه دون انتقاص من رغبات الآخرين، وحق مشروع مهما كان السبب”.
وأضاف: “من المؤكد أن تبحث عن شيء معين في الدولة التي تريد زيارتها، لذلك قم بالتخطيط المبكر لزيارة الأماكن واقرأ عنه جيدًا واجمع المعلومات وارسم مسار الرحلة والتنقلات، مع إيجاد بديل آخر للخطة تجنبًا لحدوث مفاجآت لم يُخطط لها، إضافةً إلى اختيار بديل آخر لوجهة السفر لبلد لا يتطلب تأشيرة سفر”.
وبين أن حجز الرحلة من المواقع المخصصة لذلك في غاية السهولة، وتستطيع أن تحجز رحلة كاملة خلال عشر دقائق، لافتًا إلى أن التخطيط للسفر للشخص الواحد يختلف عن تخطيطه للعائلة لتنوع رغباتهم وما يناسبهم، مشيرًا إلى أن مقياس نجاح رحلته يعتمد على مدى سعادة واستمتاع عائلته ورضاهم.
وأكد أهمية حمل الأدوية واصطحاب نسخ مطبوعة للوثائق الرسمية والاحتفاظ بنسخة إلكترونية، موضحًا أهم ثلاثة مصادر يستمد منها المعلومات لوجهة السفر وهي؛ منتديات السفر، وموقع tripsaver، وموقع “جوجل ماب” الذي أحدث ثورة كبيرة في الوصول للأماكن.
ونبه “الفرج” إلى ضرورة الاطلاع على شروط حجز الفنادق من المواقع الإلكترونية أثناء الحجز، ومعرفة قيمة الضرائب، وقراءة تقييم الزوار العرب بناءً على اعتبارات تناسب بيئتنا المحافظة، مشيرًا إلى أن اللغة لا تُشكل عائقًا في بعض السفرات.
ونوه إلى أن حساب “المسافر القطيفي” في مواقع التواصل الاجتماعي حساب تثقيفي في مجال السفر والسياحة، ويعرض التجارب والنصائح والمواقف وطرق التعامل والأنظمة للدول، وتغطيات متنوعة في مجالات كثيرة وبمشاركة الجميع.