الموروث……
المنهج في حفظه…
في هذه الخاطرة سنتحدث وبشكل مختصر حول المنهج في حفظ الموروث الروائي الذي بدأ من دور الأئمة صلوات الله عليهم إلى ما بعد عصر الغيبة وكيف انتهج الأئمة صلوات الله عليهم حفظ ما صدر عن النبي الأعظم وأمير المؤمنين وعنهم كذلك صلوات الله عليهم أجمعين.
* تبصرة:
عندما أقول الخاطرة وبشكل مختصر حيث قُسِّمت الخاطرة إلى ثلاثة أقسام:
الأول:
القصيرة: تحتوي في الغالب على كلمات سهلة وبسيطة ومفهومة.
الثاني:
المتوسطة: وهي الأكثر جمالاً لوجود التماسك الفكري القوي وإنحصار المعنى.
الثالث:
الطويلة: تكون المعاني فيها كثيرة وتكون مبالغة.
منهجيتي في الخواطر هي من القسم الثالث لما يحتوي الخاطرة من الإطالة لتوضيح المراد وإشباعه بما يحتاج.
البحث سيكون في جهتين:
الجهة الأولى:
في تنقيح التراث وغربلته منذ عصر الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين حيث كان هناك حذر شديد من أن يكون الموروث مشتملًا على الأحاديث الموضوعة والمدسوسة فكان هناك سيرة وكانت هناك جهود مبذولة من أجل المحافظة على تنقيته وتنزيهه عما هو المدسوس أو الموضوع ومرّ هذا المنهج وهو منهج التنقيح بعدة مراحل نتعرض إلى هذه المراحل.
المرحلة الأولى:
مرحلة الأئمة:
بدأ تنقيح التراث منذ زمن الأئمة أنفسهم صلوات الله عليهم ومارس الأئمة طرقًا عدة في ذلك:
الأول:
التنصيص على الكذابين.
حيث كانوا صلوات الله عليهم ينصون على الكذابين بأسمائهم وورد بذلك عدة روايات ليتجنب الناس ما يروونه ويدعون أنه صادر عن الأئمة صلوات الله عليهم منها الروايات.
رجال الكشي في المعتبر: سعد عن محمد بن خالد الطيالسي عن ابن أبي نجران عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: “إنا أهل بيت صادقون لا نخلوا من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس كان رسول الله صلى الله عليه وآله أصدق البرية لهجة وكان مسيلمة يكذب عليه وكان أمير المؤمنين عليه السلام أصدق من برأ الله من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبد الله بن سبأ لعنه الله “١” وكان أبو عبد الله الحسين بن علي عليه السلام قد ابتلى بالمختار “٢” ثم ذكر أبو عبد الله عليه السلام الحارث الشامي وبنان “٣” فقال: كانا يكذبان على علي بن الحسين عليهما السلام، ثم ذكر المغيرة بن سعيد “٤” وبزيعا “٥” والسري وأبا الخطاب “٦” ومعمرا “٧” وبشارا الأشعري “٨” وحمزة البربري “٩” وصائد النهدي “١٠” فقال: لعنهم الله إنا لا نخلو من كذّاب يكذب علينا أو عاجز الرأي كفانا الله مؤونة كل كذاب وأذاقهم حر الحديد.
(١) روى الكشي في ص ٧٠ روايات كثيرة تدل على ذمه ولعنه. وكل من ترجمه من الشيعة لعنوه وأبرؤوا من مقالته الباطلة في أمير المؤمنين عليه السلام، وهذا هو الذي استتابه أمير المؤمنين عليه السلام ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه بالنار.
(٢) هو المختار بن أبي عبيدة الثقفي، ينسب إليه الفرقة الكيسانية والمختارية القائلين بامامة محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية، اختلف الأقوال والاخبار فيه.
(٣) ورد في ذمهما روايات منه: ما رواه هشام بن الحكم عن الصادق عليه السلام أنه قال: إن بنانا والسري وبزيعا لعنهم الله تراءى لهم الشيطان في أحسن ما يكون صورة آدمي من قرنه إلى سرته. الخبر.
(٤) المغيرة بن سعيد وردت في ذمه عدة روايات منها ما رواه الكشي في رجاله:
قال الكشي: المغيرة بن سعيد:
حدثني محمد بن قولويه قال: حدثني سعد بن عبد الله قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى زكريا بن يحيى الواسطي، وحدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر بن عيسى، وأبو يحيى الواسطي، قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: (كان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد).
عن سعد قال: حدثنا محمد بن الحسن والحسن بن موسى قالا: حدثنا صفوان ابن يحيى وابن مسكان عمن حدثه من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “سمعته يقول: لعن الله المغيرة بن سعيد أنه كان يكذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد لعن الله من قال فينا مالا نقوله في أنفسنا ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا وإليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا.
(٥) ينتسب إليه البزيعية وهم يزعمون أن الأئمة عليهم السلام كلهم أنبياء وأنهم لا يموتون ولكنهم يرفعون، وزعم بزيع أنه صعد إلى السماء وأن الله تعالى مسح على رأسه ومج في فيه. فان الحكمة تثبت في صدره.
هكذا قيل ونسب إلى تعليقة الوحيد أنهم فرقة من الخطابية يقولون: إن الإمام بعد أبي الخطاب بزيع وإن كل مؤمن يوحى إليه وإن الإنسان إذا بلغ الكمال لا يقال له: مات بل رفع إلى الملكوت وادعوا معاينة أمواتهم بكرة وعشية. وعلى أي حال فهم مذمومون كما نطقت بذلك الأخبار.
(٦) هو محمد بن مقلاص أبى زينب الأسدي ينسب إليه الفرقة الخطابية فيه روايات كثيره تدل على ذمّه.
(٧) قال العلامة في القسم الثاني من الخلاصة: أظنه ابن خيثم وعلل ذلك بأن معمر بن خيثم كان من دعاة زيد.
!
(٨) الصحيح بشار الشعيري.
(٩) هو حمزة بن عمار البربري.
(١٠) يراجع في ترجمته ومن قبله كتب التراجم مثل كتاب رجال الكشي في ص ١٤٥ – ١٤٩ – و ١٨٧ – ١٩٨ و ٢٥٢ و° ٣٥٣. وغيره.
حدثني محمد بن قولويه والحسين بن الحسن بن بندار القمي، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن
عيسى بن عبيد، عن يونس بن!عبد الرحمن “١” أن بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر، فقال له: يا أبا محمد ما أشدك في الحديث وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا، فما الذي يحملك على رد الأحاديث، فقال: حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام، يقول: لا تقبلوا علينا حديثًا إلا ما وافق القرآن والسنة، أو تجدون معه شاهدًا من أحاديثنا المتقدمة، فإن المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فإنا إذا حدثنا قلنا: قال الله عز وجل وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال يونس: وافيت العراق، فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر عليه السلام، ووجدت أصحاب أبي عبد الله عليه السلام متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم، فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضا عليه السلام، فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد الله عليه السلام، وقال لي: إن أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله عليه السلام، لعن الله أبا الخطاب، وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله عليه السلام، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن، فإنا إن حدثنا، حدثنا بموافقة القرآن، وموافقة السنة، إنا عن الله وعن رسوله نحدث ولا نقول قال فلان وفلان، فيتناقض كلامنا، إنّ كلام آخرنا مثل كلام أولنا، وكلام أولنا مصدق كلام آخرنا، وإذا أتاكم ممن يحدثكم بخلاف ذلك فردوه عليه، وقولوا أنت أعلم وما جئت به، فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه نور، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك قول الشيطان.
(١) يونس بن عبد الرحمن:
وردت الكثير من الروايات عن أهل البيت (ع) التي ذكرت فضله ومنزلته في الدنيا والآخرة.
قول الإمام الرضا عليه السلام: يونس في زمانه كسلمان في زمانه.
قال الفضل بن شاذان: سمعت أن الثقة يقول: سمعت الرضا عليه السلام يقول: أبو حمزة الثمالي في زمان كسلمان في زمانه وذلك أنه حدم أربعة منا؛ علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وبرهة من عصر موسى بن جعفر عليهما السلام، ويونس في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه.
قول الإمام الجواد عليه السلام: أنه ضمن ليونس الجنة على نفسه وآبائه.
علي بن محمد القتيبي عن الفضل قال: حدثني جعفر بن عيسى اليقطيني ومحمد بن الحسن جميعا أن أبا جعفر عليه السلام ضمن ليونس بن عبدالرحمن الجنة على نفسه وآبائه عليهم السلام.
علي بن محمد القتيبي قال: حدثني الفضل بن شاذان قال: حدثني محمدبن الحسن الواسطي، وجعفر بن عيسى ومحمدبن يونس أن الرضا عليه السلام ضمن ليونس الجنة ثلاث مرات.
وكذلك ذكره الإمام العسكري عليه السلام عندما عُرض عليه كتاب له فقال: أعطاه الله بكل حرف نورا يوم القيامة وفي رواية انه قال هذا ديني ودين آبائي وهو الحق كله .
روى عن أبي بصير حماد بن عبيدالله بن أسيد الهروي، عن داود بن القاسم، أن أباجعفر الجعفري قال: أدخلت كتاب يوم وليله الذي ألفه يونس بن عبدالرحمن على أبي الحسن العسكري عليه السلام فنظر فيه وتصفحه كله، ثم قال: هذا ديني ودين آبائي وهو الحق كله.
فقد كان من فقهاء الشيعة الذين كان الأئمة يُرجعون شيعتهم إليهم لأخذ معالم دينهم عنهم.
قال حدثني علي بن محمد القتيبي قال: حدثني الفضل بن شاذان قال: حدثني عبدالعزيز بن المهتدي وكان خبر قمي رأيته وكان وكيل الرضا عليه السلام وخاصته قال: سألت الرضا عليه السلام فقلت: إنى لا ألقاك في كل وقت فعن من آخذ معالم ديني؟ قال: خذ من يونس بن عبدالرحمن.
كان له موقف حاسم في الرد على الواقفية وله الكثير من الكتب في الفقه والكلام والحديث، وغيرها. حجّ أربعًا وخمسين حجة “١” وآخر حجّة كانت عن الإمام الرضا عليه السلام “٢” توفي في المدينة المنورة سنة ٢٠٣هـ.
(١) الشيخ الطوسي اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ص ٤٠٥.
(٢) السيد الخوئي معجم رجال الحديث ج ٢١ ص ٢١٥.
من أقوال العلماء في حقه:
وردت الكثير من الكلمات من العلماء في حق يونس بن عبد الرحمن منها: قول الفضل بن شاذان: ما نشأ في الإسلام رجل من سائر الناس كان أفقه من سلمان الفارسي ولا نشأ رجل بعده أفقه من يونس بن عبد الرحمن “١”.
(١) الطوسي، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ص ٤٠٤.
وهناك العديد من الروايات في هذا الصدد فنلاحظ أن الأئمة عليهم السلام تصدوا لتنقيح الكتب وغربلتها من الأحاديث التي دُسّت أو وضعت فيها من قبل الكذابين وكذلك هناك من أصحاب الأئمة وفقهاء الشيعة في التصدي لذلك كما ذكرنا شخصية واحدة من عدة شخصيات موجودة لا يسع الحديث عنها في هذا المختصر من الخاطرة.
الثاني:
نقد الأحاديث وتصحيحها:
الأئمة صلوات الله عليهم كان لهم الدور الكبير في نقد وتصحيح الأحاديث فعندما يُنقل إليهم حديث عن النبي الأعظم أو عن أمير المؤمنين علي عليهما وآلهما السلام كانوا ينقدونه ويصححونه ويوقفون الناس على ما هو الصحيح من الحديث ودورهم واضح وجلي.
روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في نهج البلاغة ج١ ص ١٠٦ خ ٥٧.
أنه قال: أَمَّا إنِّهُ سِيَظْهَرُ “١” عَلَيْكُمْ بَعْدِي رَجُلٌ “٢” رَحْبُ الْبُلْعُومِ “٣” مُنْدَحِقُ الْبَطْنِ “٤” يَأْكُلُ مَا يَجِدُ، وَيَطْلُبُ مَا لاَ يَجِدُ، فَاقْتُلُوهُ، وَلَنْ تَقْتُلُوهُ! أَلاَ وَإِنَّهُ سَيَأْمُرُكُمْ بِسَبِّي وَالْبَرَاءَةِ مِنِّي؛ فَأَمَّا السَّبُّ فَسُبُّونِي، فَإِنَّهُ لِي زَكَاةٌ، وَلَكُمْ نَجَاةٌ؛ وَأَمَّا الْبَرَاءَةُ فَلاَ تَتَبَرَّأُوا مِنِّي، فَإِنِّي وَلِدْتُ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَسَبَقْتُ إِلَى الْإِيمَانِ وَالْهِجْرَةِ.
١ – سيَظْهَرُ عليكُم: سيغلب.
٢ – معاوية بن أبي سفيان.
٣ – رَحْبُ البُلْعُوم: واسعُهُ.
٤ – مُنْدَحِقُ البَطْن: عظيم البطن بارزه، كأنه لِعِظَمِهِ مُنْدلقٌ من بدنه يكاد يَبينُ عنه وأصل “اندحق” بمعنى انزلق.
هنا نلاحظ أن الإمام الصادق عليه السلام نَقَدَ وصحَّحَ هذا المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام.
روى الشيخ الكليني عليه الرحمة في الكافي الشريف عن مسعد بن صدقه قال: “قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) إن الناس يروون أن عليّاً (عليه السلام) قال على منبر الكوفة: أيها الناس إنكم ستدعون إلى سبّي فسبوني، ثم تدعون إلى البراءة منّي فلا تبرأوا منّي، فقال: ما أكثر ما يكذب الناس على علي (عليه السلام) ثم قال: وإنما قال: إنكم ستدعون إلى سبّي فسبوني ثم تدعون إلى البراءة منّي وإني لعلى دين محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولم يقل ولا تبرأوا منّي. فقال له السائل: أرأيت إن اختار القتل دون البراءة، فقال: والله ما ذلك عليه وما له إلاّ ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة وقلبه مطمئن بالإيمان فأنزل الله عزّ وجلّ فيه {إلاّ من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}، فقال له النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عندها: “يا عمار إن عادوا فعد فقد أنزل الله عذرك وأمرك أن تعود إن عادوا”.
فنلاحظ أن السائل يسأل الإمام الصادق عليه السلام هل ما يرويه الناس عن الإمام علي عليه السلام أنه قال على منبر الكوفة: “ستدعون إلى سبّي فسبوني، ثم تدعون إلى البراءة منّي فلا تبرأوا منّي” هل هو صادر عنه عليه السلام أم لا؟
فبماذا أجابهم الإمام عليه السلام؟
أجابهم: “فقال: ما أكثر ما يكذب الناس على علي عليه السلام”.
ثم بدأ دور التصحيح من الإمام صلوات الله عليه فقال: “وإنما قال: إنكم ستدعون إلى سبّي فسبوني ثم تدعون إلى البراءة منّي وإني لعلى دين محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولم يقل ولا تبرأوا منّي”.
الثالث:
عرض الأحاديث:
بين الإمضاء والرفض:
كان السائد في عصر أئمة أهل البيت عليهم السلام أن أصحابهم يعرضون عليهم الكتب بل كانوا متشددين في ذلك لوجود الكذّابين والوضّاعين في زمن النبي الأعظم والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين بعدما قام الأئمة بفضحهم وبالتصريح بأسمائهم كما ذكرنا فكان دور أصحاب الأئمة هو عرض الكتب عليهم صلوات الله عليهم فكانوا يمضون ما هو صادر عنهم ويرفضون الموضوع والمدسوس وسنقتصر على كتاب أو كتابين مما عُرِض وذلك للاختصار ويكفي في بيان المرام إن شاء الله.
قال شيخنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان، في كتابه مصابيح النور: أخبرني الشيخ الصدوق أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه اللّه)، قال: حدّثنا علي بن الحسين بن بابويه، قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري، قال: قال لنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري (رحمه اللّه): عرضت على أبي محمد صاحب العسكر عليه السلام كتاب يوم وليلة ليونس، فقال لى: تصنيف من هذا؟ فقلت: تصنيف يونس مولى آل يقطين، فقال: أعطاه اللّه بكلّ حرف نوراً يوم القيامة.
وروى عن أبي بصير حؤمّاد بن عبد اللّه بن أسيد الهروى، عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري، قال: أدخلت كتاب يوم وليلة الذي ألّفه يونس بن عبد الرحمن، على أبي الحسن العسكري عليه السلام، فنظر فيه وتصفحّه كلّه، ثمّ قال: “هذا ديني ودين آبائي وهو الحقّ كلّه”.
قال النجاشي: “عبيد الله (عبد الله) بن علي بن أبي شعبة الحلبي مولى بني
تيم اللات بن ثعلبة أبو علي، كوفي، كان يتجر هو وأبوه وإخوته إلى حلب، فغلب
عليهم النسبة إلى حلب، وآل شعبة في الكوفة بيت مذكور من أصحابنا، وروى جدهم أبو شعبة عن الحسن والحسين عليهما السلام، وكانوا جميعهم ثقات مرجوعًا إلى ما يقولون، وكان عبيد الله كبيرهم ووجههم، وصنف الكتاب المنسوب إليه وعرضه على أبي عبدالله عليه السلام، وصححه، قال عند قراءته:
أترى لهؤلاء مثل هذا؟
لسلامتك وسلامة عائلتك ومجتمعك ووطنك ابق متبعًا نصائح الجهات المسؤولة.