أول متدربة بيطرية في المملكة.. من القطيف.. عبد العال: أفق البيطرة أوسع من علاج الحيوانات

خالفت نادين وهبي عبد العال الصورة السائدة بأن الطب البيطري مجال لا يخوضه غير آدم، بعد أن قررت الالتحاق بدراسته قبل عامين، فحزمت حقائبها، وسافرت إلى جمهورية بولندا، لتدرس ذلك التخصص في جامعة University of Life Sciences in Lublin، على حسابها، بعد أن وجدت في بولندا ما يحمسها لأن تختارها مستقرًا لدراستها، حيث إن تخصص الطب البيطري يُدرس فيها من عشرات السنين.

بعد عامين من السفر عادت “عبد العال” مجددًا لموطنها، لتبدأ التدريب في تخصصها، ولتكون بذلك أول طالبة طب بيطري سعودية تتدرب في المملكة العربية السعودية، بحسب إفادة مدربها الدكتور محمود الخميس.

“عبد العال”، المنحدرة من مدينة القطيف، تبلغ من العمر 21 عامًا، اختارت هذا التخصص لحبها لمجال الطب وللحيوانات في آن معًا، فجمعت حبيها في تخصص الطب البيطري، حسب كلامها لـ «القطيف اليوم».

ارتباط الطفلة
كأغلب الأطفال ارتبطت “نادين” في طفولتها بالحيوانات، تقول: “علاقتي بالحيوانات بدأت منذ الصغر، حيث كنت أربي القطط والطيور وغيرها من الحيوانات المنزلية، وازاد حبي للحيوانات كلما كبرت”.

وساعد والدا نادين ابنتهما حين فتحا لها المجال لاختيار التخصص الذي تحبه وتبدع فيه، فهما ليس كبقية الآباء ولم يحصرا حلمهما في ابنتهما أن تكون طبيبة أو ممرضة أو حتى مهندسة، كما أنه لم يكن لديهما أي مانع عندما اختارت التخصص، ودعماها و دعما أفكارها كي تبني لها مستقبلًا جيدًا.

وقد ساهم حبها للحيوانات ومساندة والديها في تمسك نادين بدراستها، مشيرةً إلى أنه حتى لو عاد بها الزمن للمرحلة الثانوية ستعود لتختار ذات التخصص من جديد؛ لأسباب كثيرة، أهمها حبها للتخصص وتميزه وأهميته في المجتمع، حسب وصفها.

أفق واسع
“التخصص غير مرتبط بعلاج الحيوانات فقط”، هكذا دافعت “عبد العال” عن تخصصها، تقول: “شدني في هذا التخصص تنوع المجالات فيه، حيث إن الطبيب البيطري يستطيع العمل في مجالات كثيرة جدًا، منها الرقابة الغذائية وعلاج الحيوانات والإنسان أيضًا، حيث لا يخلو منتج غذائي أو دواء أو غيرها من الأشياء من تدخل الطبيب البيطري، وكما قال الطبيب البيطري محمود الخميس: الطب البيطري هو طب الحياة ولا حياة بلا طب بيطري”.

وتشجع نادين بنات حواء أن يطرقن أبواب هذا التخصص، وتوضح: “هذا التخصص على الرغم من صعوبته إلا أنه يفتح للمرء فرص عمل كثيرة في مجالات متعددة وله مستقبل واسع”.

وأضافت: “هناك الكثير من مهام الطبيب البيطري؛ فنحن نتعامل مع أحياء لا ينطقون، كما أن الكائنات الحية متعددة، ولا تخلو وجبة يومية من منتج حيواني، ولا توجد رخصة لمطعم أو بوفيه أو مطبخ أو جميع المنشآت الحيوية إلا وتقع تحت الرقابة الصحية البيطرية، وأغلب الأدوية واللقاحات تخضع في البداية إلى حيوانات التجارب، ولا يدخل حيوان للوطن إلا عن طريق الرقابة البيطرية/ المحاجر الحيوانية”، منوهةً إلى أنها حتى الآن لم تحدد اتجاهها الوظيفي، تاركةً ذلك لبعد التخرج؛ لأنها تعتبر في مرحلة التطوير الدراسي.

علاقات حية
تعمقت الرابطة بين “نادين” والحيوانات خلال فترة التدريب، تتحدث عن مشاعرها في تلك الفترة قائلة: “مساعدة مخلوق لا يستطيع وصف ألمه بحد ذاته نعمة سخرها الله لي، كما أن كل حالة ترى فيها الحيوان يعاني من أي مرض أو أذى أعتبرها صعبة علي”.

وتابعت: “اللعب مع الحيوانات ورؤيتها سعيدة يجعلني سعيدة أيضًا، وفرصة التدريب التي أتيحت لي سوف تبقى في الذاكرة بجميع تفاصيلها”.




error: المحتوي محمي