بعد أن ركنت شهادة الجغرافيا واتجهت للفن.. أبو عزيز: سبقت تشكيلي القطيف في الرسم على الحقائب

عشقت الحقائبَ كالنساء أمثالها، لكنّها تعاملت معها بلغةٍ أخرى، فلم تبحث عن الجديد منها كما تفعل نون النسوة، بل جعلت من الحقيبة القديمة جديدة بطريقتها، حيث جرّبت الأمر في بادئهِ على حقيبتها الخاصة، وبدأت ترسم بريشتها لوحتها الصغيرة على تلك الحقيبة، وكانت النتيجة أنّ الجميع انطلت عليهِ حيلتُها، واعتقدوا أنّها طباعةٌ أصلية، ومنذُ ذلك الوقت بدأت خريجة الجامعة بتخصص الجغرافيا آيات أبو عزيز في فنّها الجديد والحديث الذي تعتمدهُ أشهرُ الماركات العالمية برسوماتٍ مختلفة تعكسُ ذائقتها الفنية وعينَ الجمال التي ترى بها الأشياء من حولها.

استديو آيات
بدأت أبو عزيز المنحدرة من محافظة القطيف حياتها المهنية عن طريق الصدفة، فمنذُ أنجبت طفلتها الأولى أحبّت كالأمهات في حالها التقاط الصور الخاصة لها، حتى بدأ الأمر يتطوّر شيئًا فشيئًا؛ لتجد نفسها مولعة بعالم التصوير الاحترافي، وعندها قررت أن تتعلّم أساسيات التصوير والفوتوشوب، فالتحقت بالدورات المغذية لها ولشغفها الجديد بها العالم.

اقتنت بعدها أدوات التصوير والإضاءة الاحترافية، وبدأت بتصوير العائلة والأصدقاء، فنالت لايكات الإعجاب الحقيقي بتصويرها؛ ليبدأ مشوارها المهني الحقيقي مع التصوير قبل 10
سنوات، وليثمر اجتهادها عن افتتاح استديو آيات أبو عزيز.

فنٌ حديث
وعن دخول هذا الفن حياة أبو عزيز تحدّثت لـ«القطيف اليوم» قائلةً: “فنُّ الرسم على الحقائب فنٌ حديث، وربّما ليس حديثًا عليها فحسب، بل هو حديث على منطقة القطيف أيضًا، فلا يوجد أحدٌ غيري في القطيف يقوم بالرسم على الشنط على حدّ علمي، وقد جذبني هذا الفن قبل سنتين بمحاولةٍ مني في الرسم على حقيبتي، وتحويلها لحقيبةٍ جديدة لم أضطر للتسوق لاقتنائها”.

وتابعت: “وقد أحببتُ التميّز في الرسم بصورةٍ تتفوّق على محبتي للرسم نفسه، ولذا أردتُ أن تكون أعمالي على قطعة يراها الناس، وتتنقّل مع صاحبتها في كلّ مكان، بدلاً من أن تكون ثابتةً على جدار، وكانت هذهِ الهواية أيضًا بابًا لرزقٍ إضافي مع مدخول التصوير”.

30 حقيبة
تستمتعُ أبو عزيز في عملها المبدع استمتاعًا جعلها تتنازل عن كل طقوس الهدوء والمكان الخاص، لاسيما أنّها أم لطفلين في شقة محدوة المساحة، فتجهّز عدّتها الخاصة للرسم على الحقائب المكوّنة من فرشاة وألوان الأكريليك وألوان القماش وألوان السيراميك ومثبتًا عازلاً للماء بعد الانتهاء من الرسم.

وتطبّق بعد ذلك فنّها على الحقائب بجميع أنواعها قديمةً أو جديدة، وبحسب رغبة الزبونة إن كانت ترغب في حقيبة مما لديها، أو تأتي بها الزبونة على حسب ذوقها الخاص.

ويتفاوت الوقت الذي تقضيهِ في تزيين الحقيبة بريشتها بحسب الرسمة المختارة ومقاس الحقيبة، فتفاصيل بعض الرسومات لا تستغرق سوى ساعاتٍ معدودة، وبعضها الآخر يمتدّ لشهرٍ، وأشهرأحيانًا، وهو ما يفرق بين حقيبةٍ والأخرى في سعرها، لكنّهُ مهما طال وقتهُ فهو عملٌ جميل وممتع، ونسبة الإبداع فيه كبيرة جدًا، وقد رسمت بريشتها على 30 حقيبة حتى الآن.

ملابسٌ وأكواب
تبدعُ أبو عزيز بفنّ الرسم أيضًا على منتوجاتٍ أخرى غير الحقائب، فهي ترسمُ على ما تضع  يداها عليه كالملابس والأكواب والعلب، وتختلف أنواع الألوان حسب الخامة المراد الرسم عليها، وقد طوّرت من إمكانياتها بهذا الفن عبر متابعة حسابات فنانين من دول مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي، والالتحاق بعدة دورات في الرسم من فنّاني المنطقة.

زينة ملابس
أحبّت أبو عزيز الأعمال اليدوية، ونتيجةً لحبّها هذا تولّدت لديها هوايةٌ أخرى، أنجبت لها حرفة يدوية أظهرها ميلها لارتداء البروشات المميزة، فبدأت بتعلّم  هذهِ الحرفة عن طريق الإنترنت، وبخاماتٍ بسيطة من القماش والجوخ والجلد، وشيء من الكريستال والخرز، وخيوط تطريز وإبرة تطريزٍ أيضًا، وشرعت في إنتاج (بروشاتها) أو دبابيس الملابس الخاصة بأشكالٍ مختلفة تواكبُ فيها الموضة وترضي فيها جميع الأذواق.

مشاركات مجتمعية
شاركت أبو عزيز في مهرجان البراحة 2 كأول مشاركة لها في المهرجان، وقد تفاعل الناس مع الركن الخاص بها وخاصةً بحداثة الفكرة، كما كان لها مشاركة أخرى في الابتدائية الأولى بالتوبي برسم ألعاب تعليمية على الأرض، وكانت تجربة رائعة تركت أثرها السعيد بداخلها.

لقد كان أكبر تحدياتها التسويق والوصول لقاعدة زبائن جديدة ومتزايدة، وقد استطاعت أن تكسب الكثير من المعجبين برسمها على الحقائب وأعمالها اليدوية وفنّها التصويري والتشكيلي عامةً.


error: المحتوي محمي