من تاروت.. الشيخ آل موسى بدأ فلاحًا.. واتجه لطلب العلم في الـ٤٠ وانتهى قاضيًا في البحرين

سلّط سماحة الشيخ حسام آل سلاط الضوء في الحلقة الأولى من برنامج “شذى من علماء القطيف” على حياة العلامة الشيخ علي بن حسن آل موسى المنحدر من جزيرة تاروت والمتوفى عام ١٣٦٢هـ، الموافق ١٩٤٣هـ،.. مشيرًا إلى أن الشيخ آل موسى بدأ فلاحاً وفي الـ٤٠ اتجه لطلب العلم وانتهى قاضياً في البحرين، عن عمر ناهز الـ١٠٥ سنوات.

وقال آل سلاط: “حياة العلماء تتسم بالتطبيق العملي لتوجيهات القرآن الكريم وتعاليم محمد وآله، والمعالم الدينية التي تتمثل في حياة العلماء فهي الدرس العملي الذي يكون صورة الدين ومنهاج الشريعة ولذلك روايات أهل البيت ركزت على الارتباط بالعلماء لأنهم الأعرف بالله والأقرب”.

وأكد آل سلاط على عدم توهين شريحة العلماء وجعلها في مصاف بقية الناس في زمن الحداثة والمقاس الواحد، مشيراً إلى أن الاستعمار ركز على ضرب هذه الشريحة وتوهينها وجعلها شريحة منتقصة حيث مارست الكثير من الأساليب لتشويه وتنفير الناس من العلماء وتغييب أمثولتهم في النفوس.

وتابع قائلًا: “تاريخنا المعاصر في الجهة المعرفية هو نتاج لما بناه العلماء في العصور الماضية، ففي زمن انعدام المعاهد والمدارس كان العلماء هم الذين يحثون الناس على التعلم واستزادة المعرفة، وفي تاريخ القطيف الكثير من هذه الشخصيات”.

نسبه
هو الشيخ علي بن حسن بن الشيخ عبدالعزيز بن موسى التاروتي، ولقب بهذا اللقب نسبة إلى مسقط رأسه جزيرة تاروت التي ولد وترعرع فيها، وكان قاضي الشرع الجعفري آن ذاك.

حياته
يعد الشيخ الموسى أحد علماء القطيف المعمرين الذين لهم سبق في الحث على الالتزام الديني، وكان في بداية حياته يعمل فلاحاً ثم انتقل للعمل في الخياطة، ثم مارس مهنة الغوصة لفترة وكان معلماً في “الكتاب” للأطفال وعمل في التجارة، وفي سن الـ٤٠ اتجه إلى طلب العلم ودرس في الحوزة العلمية للعلامة الشيخ أحمد بن صالح آل طعان الذي استوطن القطيف بعد عودته من العراق وتعلم على يديه وبعد وفاة أستاذه سافر إلى النجف الأشرف وجلس فيها مدة ١٢ عامًا.

العودة للوطن
بعد عودته للقطيف اختاره سكان المنطقة في تاروت لممارسة القضاء وشغل الشيخ آل موسى منصب القضاء في تاروت قرابة ٣٦ عامًا، وصار يؤم الناس في مسجده الذي كان يسمى سابقاً بمسجد السوق لقرابته من السوق، فيما سمي الآن بمسجد الشيخ علي بن حسان.

قاضٍ في البحرين
كان الشيخ يزور البحرين باستمرار وفي عام ١٣٤٨هـ، فرغ منصب القضاء في البحرين من القضاة وكان الناس في البحرين يريدون قاضياً، فرُشح الشيخ للمستشار الإنجليزي برغبة من الأهالي ليكون قاضيًا عليهم وقد قبل سماحته وتولى القضاء الشرعي في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين في البحرين لمدة ٨ سنوات وقد جلس في القضاء بمنهجية جديدة.

عودة
في عام ١٩٤٠م قدم استقالته نظراً لتقدمه في العمر وإصابته بداء الرعشة وفقدانه إحدى عينية ورجع إلى مسقط رأسه «تاروت» وتوفي بعد عودته من البحرين بـ٤ أعوام.


error: المحتوي محمي