لا توجد حياة خالية من المنغصات أو المشاكل سواء على المستوى الاجتماعي المهني أو الأسري، ولكن لا ينبغي أن تكون تلك الخلافات والمشاكل سبباً للعيش في نكد وهم، وإنما لابد أن نحاول تجاوز هذه الخلافات والمنغصات لكي نحيا بسلام، فبقدر من الحكمة وضبط النفس والانفعالات يمكن لحوار هادئ أن يوصل إلى نتائج مرضية للطرفين.
ومن تلك المنغصات للحياة هي الخلافات الأسرية الزوجية، فمن يعتقد أن الحياة الزوجية السعيدة هي الخالية من المشاحنات والخصومات فهو خاطئ، فليس من الطبيعي ألا نختلف أو أنه لا يوجد ما يكدر لبعض الوقت على حياتنا، فكل فرد بطبيعة الحال له طباع تختلف عن الفرد الآخر حتى في الأسرة الواحدة، فنرى الأخ يختلف عن إخوته في ميوله وطباعه، فكيف بزوجين كل واحد من بيئة مختلفة له عاداته وطباعه وتربيته الخاصة به.
فلابد أن نقر بأن الخلافات موجودة في كل بيت وكل أسرة، ولكن المهم هو كيفية جعل تلك الخلافات سبباً لتجاوز المشاكل وتفهم كل طرف لفكرة وظروف الآخر، وتقبل مبدأ الاعتذار والتسامح بينهما.
ويمكننا تقديم إطلالة على بعض الحلول لهذه المشاكل والخلافات الزوجية، ومنها:
عدم تأجيل وضع حلول للمشكلة أو الخلاف والاتكاء على عامل تقادم الأيام لنسيان ما فات؛ لأن التأجيل وتراكم المواقف مع مرور الوقت يشكل تراكمات سلبية تجفف المشاعر العاطفية والجاذبية بينهما، ويكون مؤشر إنذار لإنهاء الحياة الزوجية لأنه في أي وقت قد ينفجر أحد الطرفين ويخرج كل ما في جعبته من تحامل على الطرف الآخر، ولا يكون هناك مجال للتراجع والإصلاح لما وصلا له من نفرة وكراهية غير مسبوقة.
وفي خضم المشكلة وتعالي دخانها قد تتعالى الأصوات ويحتد النقاش، لذا فمن الأفضل أن يلتزم أحد الطرفين بالصمت لتهدئة الموقف وليس للسكوت عن الموقف الخاطئ، وبعد مرور وقت من الهدوء يبدأ الزوجان بمناقشة المشكلة ووضع مقترحات وحلول لكي لا يرجعان لنفس الخلاف.
وحينما يتعرف كل طرف على شخصية الآخر ويتعرف على نقاط ضعفه وما يثير غضبه، فلابد من تجنب الاقتراب أو التطرق لها وعدم استغلالها في إثارة المشاكل.
ولنتجنب أن تكون حياتنا كتاباً مفتوحاً أمام الجميع، بحيث ما إن يواجه الزوجان أي مشكلة فلا يبقى أحد لا يعرف بتلك المشكلة، بل ويشرك هذان الزوجان كل من هب ودب في حياتهما ويقومان بإقحامهم في كل صغيرة وكبيرة من أسرار وخصوصيات حياتهما، بل لابد من الحفاظ على كيانهما الأسري بالاحتفاظ بالخصوصية، وهذا لا يمنع – بالطبع – من إشراك ذوي الرأي السديد وإطلاعهم على ما بينهما من مشاكل طلبًا للإصلاح والظفر بحياة أفضل.
وأخيراً، لابد أن نؤمن بمبدأ التنازل من قبل الطرفين في بعض الأمور لكي تسير الأمور بينهما بنحو مستقر وهادئ.