شهدت لكم بما عاينت فأعلم
بما أجترحوا علي من الشناعة
لقد هدموا كياني أي هدم
وأرخص ما حملته من بضاعة
أنا والدهر متفقان جدا
بأن الموت أصبح لي قناعة
وأن حقيقة الأشياء كانت
لهم وهما يبشر بالفظاعة
وحق أبيك لا حزن كحزني
وأنسي بالحياة غدى إشاعة
سأبكي لو بكيت ببهو روحي
فلا بكر هناك ولا قضاعة
لعلي بالعويل أري صغاري
أخي حزني الكبير من الرضاعة
كأني لم أكن وكأن ليلي
الغريق يظن في عيني شراعه
لكم أن تضحكو لشقاء يومي
فلا خل لدي ولا شفاعه
لقد رحلوا وهم قربي جميعا
وألقى قاتلي فوقي قناعه
أنا المضطر ياربي فغثني
فسيل الشعر أتعبني اندفاعه
أتوب أتوب لكن دون وعي
أعود له ويمنحني متاعه
فعلمني السكوت وقل لقلبي
بأن ينسى التوجس والصناعه
قديحي بلا قدح وليل
طويل يرهق الباكي اتساعه
أفكر فيك تحرقني دموعي
وتلدغني الكآبة كل ساعه
وما لي حفرة لتنام فيها
همومي يا علي ولا جماعه
وأبكي كلما أبكي وحيدا
سل الطرقات عني والشجاعه
جبان في مقارعة المآسي
ولا سيف لدي ولا نجاعه
تورط خافقي بالحب يوما
وأرض الحب تطحنها المجاعه
لماذا يا ترى سممت روحي
وطلقت المجانة والخلاعه
دم المسكين يسكن في عروقي
ويصرخ بي ويؤلمني سماعه
كتمت هواك طفلا جعفريا
وألعابي التوسل والضراعه
فخذني منهم خذني بعيدا
لكي أنسى فؤادي والتياعه
وزملني بثوبك يا جنونا
يفسرني وليس له مناعه