استضاف مجلس البتول لتدبر القرآن الكريم بالشويكة، سماحة الشيخ حسين المصطفى، وذلك مساء الاثنين 1 من ذي القعدة 1441هـ، على تطبيق زووم، للحديث حول واحدة من القاعدات النورانية.
وتناول “المصطفى” تدبر الآية الكريمة {ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ}، موضحًا أنها قاعدة نورانية عالمية، ورد معناها في القرآن الكريم ثلاث مرات، وتهدف لتفجير طاقات الطبيعة لمصلحة الإنسان، وتناولها بالأثر التاريخي، المتمثل في الرسول محمد وأهل بيته، عليهم السلام.
وبيّن خلال المحاضرة أن دعوات الأنبياء كانت لإقامة القسط بين الناس، ولشمولية نواحي الحياة، وتصحيح القوانين الشرعية المتعطلة عند كثير من الناس، فرسالة السماء تشمل الحياة الاجتماعية، وتقيد من تصرفات الإنسان المفرطة تجاه غيره.
وعرّف البخس بنقصان الشيء على سبيل الظلم، وليس معناه مطلق النقص، وإنما الصحيح هو بثمن دون حق، فهو ليس مطلق القلة وإنما النقص عن الحق، وجاءت {ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ} بعد النهي.
وأوضح أن الغش في الكيل والميزان، عموم بعد خصوص، فالحكم ليس خاصًا بالكيل والميزان، إنما هي شاملة لكل شيء، وأصلها من رواج المعاملة بين الناس، ومنها نستنتج أن الإبداع المادي والفكري لصالح المجتمع، وهي قاعدة تدخل مع الإنصاف مع الغير.
وأضاف أن الإفساد في الأرض كتداول المجتمع في الانحطاط، والذي يبدأ بسقوط السلطة السياسية، ثم تفسد طريقة التعامل، ثم أساليب الإنتاج ومن ثم تفسد القيم، وهي أخطر مراحل الفساد.
وأكد أن العدل أصل الأشياء، ويترتب على عدم الاهتمام بهذه القاعدة، كثير من الخلل في حياتنا المعاصرة، منوهًا بأن سياق الآية يدل على المعنى المباشر وهو أشياؤهم، ومعاملتهم من الناحية الاقتصادية، رابطًا الاقتصاد بأخلاق الناس ومعاملتهم، لأن الأخلاق من شأنها أن تفسد حياة الناس، وتقضي على المنظوم القيمي، والثقافي، فالأمم المتخلفة تصنع لنفسها مزيجًا من الأفكار والثقافات التبريرية، التي لابد للبشرية أن تضع حدًا لهذا النوع من الظلم بين البشر.
وقال: “من خلال هذه الآية {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}، للذين لا يؤمنون إلا بالدنيا، فإن هناك آخرة، حيث إن الدنيا للمؤمن والكافر، والمؤمن له ثواب الآخرة حسب عمله في الدنيا، والكافر سيرى عمله فالله لا تضيع لديه الرحمة، ولا تضيع عنده الأعمال”.
واختتم بقوله: “الأديان والملل وإن اختلفت فلابد أن يكون هناك جوهر يجمعها وهو العمل الطيب، فالإسلام ليس للشرق الأوسط فقط، الدين للناس جميعا، والرسالة السماوي صالحة لكل زمان ومكان، في شرائعها وتتماشى مع كل البشر”.