أرجع الدكتور عبدالله آل ربح أسباب التخفي بأسماء وصور وهمية في مواقع التواصل الاجتماعي إلى أننا نعيش في مجتمعات محافظة، جعلت القيود الاجتماعية هي أول ما يفكر به الشخص قبل تفكيره في الدين والقانون وبالتالي خشية الإنسان من المواجهة جعلته يلعب دور المتمرد، منوهًا إلى أن تخفي الكثيرين يعود إلى خوفهم من الدخول في إشكالات اجتماعية.
وعبر عن أسفه في ظهور بعد السيدات على السوشيل ميديا بمحتوى استعراض شكل أكثر من طرح محتوى مفيد، مشيرًا إلى قلة من يملك محتوى يستحق فالكثير منهم عبارة عن جماعة استطاعوا بطريقة معينة جذب أنظار الآخرين وأصبحوا أصحاب إعلانات.
وأكد “آل ريح” على اختلاف المشاهير الذين لا يمثلون المجتمع بشكل عام، مشيرًا لوجود فئة قليلة جدًا تمثل ما هو أفضل ويرتقي بالذائقة.
وأوضح أن كل إنسان لديه مجموعة أدوار في حياته وكل دور عبارة عن توقعات اجتماعية فالمتوقع من الشخص أشياء معينة لتأدية هذا الدور كونه أبًا أو زوجًا أو صديقًا أو أستاذًا أو لاعبًا رياضيًا، لافتا إلى أنه من الممكن تأدية جميع هذه الأدوار في وقت واحد.
وعرض نظرية عالم الاجتماع إرفنغ غوفمان الذي استعار من الشاعر الإنجليزي ويلم شكسبير العبارة الشهيرة “الدنيا مسرح كبير والناس ما هم إلا ممثلون يؤدون أدوارهم على هذا المسرح”.
وتناول العناصر الأربعة للمسرح وفقًا لنظرية “غوفمان” المتمثلة في الدور؛ فدور المعلم في الجامعة يختلف عن دور الأب في المنزل، والسيناريو هو الوعي بالتصرف اللبق أو التصرف المتوقع، منوهًا إلى أن خلط السيناريو والخروج عن النص قد يكون محمودًا ومفيدًا لكنه غالبًا يكون خاطئًا.
وذكر الملابس باعتبارها من العناصر الأربعة فلابد من مراعاة المظهر حين الخروج إلى الفضاء العام ولبس ما يتناسب مع المكان، خشبة المسرح والديكور وهي الأماكن العامة والخاصة التي نعيش فيها ونزورها، والركون إلى الكواليس وأخذ قسط من الراحة كالحال تمامًا حين ينعزل الشخص ليرتاح قليلًا من المتاعب.
وفي قضية الأقنعة التي يلبسها الشخص في التعامل مع الآخرين قال: “ممكن أن تسمى أقنعة وممكن تسميتها إجادة للدور فجميعنا لنا أدوار وبالتالي من الطبيعي أن لكل دور متطلباته المختلفة فعلى سبيل المثال حديث الشخص مع الأشخاص الغرباء يختلف عن حديثه مع الأصدقاء”، منوها بأن ذلك لا يعتبر تناقضًا بل يسمى في اللغة العربية مراعاة لمقتضى الحال.
وأشار آل ربح إلى أن التعامل مع الآخرين وفق المبادى لا يسمى نفاقًا مطلقًا بل إن هناك أمورًا تتطلب تلبيتها وفق سيناريو معين وبالتالي المعاملة الحسنة مع من لا يستحق والتحدث اللبق معه لا يعتبر نفاقًا بل احترام الشخص لذاته هو الدافع في ذلك.
وشدد على عدم الإفراط في المثالية أثناء التعامل مع الآخرين منوهًا بأن خيبات الأمل منبعها التوقع العالي من الآخرين.
وفي حديثه عن الذات وكيف نعيش اغترابًا عن ذواتنا قال: “الذات بمعنى إذا كان لدى الإنسان مبادئ عامة في حياته يستحيل الحياد عنها، وقد يغترب الإنسان عن ذاته حين تكون تصرفاته مفروضة عليه ومقيد في اختياراته فيغترب عن ذاته بقله وعيه فمن الواجب أن يكون كل شخص مدركًا بدوره”.
وتطرق آل ربح للحديث عن الدراما الخليجية التي لا تمثل ولا تعكس المجتمع الخليجي وأرجع ذلك لمحدودية أفق كتاب الأعمال الفنية الذين لا يملكون تجربة مشيرا إلى أن المبدع يعيش بين الناس ويرى الحياة ويتعلم ويكتب.
ودعا للموازنة بين الأدوار وعدم التشبث في دور وترك البقية فقد ينجح الشخص في دور ما ويخفق في دور آخر، موكدًا على مقولة “لن تنجح في حياتك ما لم توازن في أدوارك”.
جاء ذلك خلال استضافة الدكتور آل ربح على منصة الإعلامية الكويتية أفراح كيتي عبر تطبيق الإنستجرام يوم الجمعة ١٩ يونيو ٢٠٢٠م.