الناصر: استمع إلى جسدك.. لربما أخبرك أن عملك مصدر توترك

أوضحت المدربة يسرى الناصر أن الذكاء العاطفي هو قدرة الشخص على إدارة عواطفه ومشاعره والتحكم بها، والتصرف بطريقة إيجابية في مختلف المواقف، ويتميّز الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات الذكاء العاطفي بثقة عالية في النفس والقدرة على حل المشاكل وابتكار الحلول، كما يمكنهم أيضًا التعامل مع المواقف الصعبة بفعالية، وهم يحظون باحترام مدرائهم وزملائهم في العمل نظرًا لقدرتهم على التواصل معهم وتفهم احتياجاتهم ومشاعرهم.

وبينت “الناصر” أن مهارات الذكاء العاطفي تحظى باهتمام متزايد في أيامنا هذه، وهي من أهم المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل لدى المرشحين من مهارات التواصل الجيدة.

وحذرت من تجاهل الآخرين، منبهة إلى أهمية أخذ الوقت اللازم للإصغاء إلى زملاء العمل أو إلى العملاء أو أحد مدرائك لاستيعاب وجهة نظرهم، فإن الادعاء بأنك وحدك على علم بجميع الأمور هو أحد الأسباب الرئيسية للفشل المهني.

وتابعت: “اطلب من أصدقائك وزملائك في العمل ذكر نقاط قوتك وضعفك، ومن ثم قم بتدوين جميع هذه الأمور على ورقة، واحرص على تحسين صفاتك السلبية وواجه مخاوفك وتغلب عليها، وكي تتمكن من القيام بذلك يجب عليك أولًا الاعتراف بنقاط ضعفك ومخاوفك بدلًا من تجاهلها، ومن ثم تدوين تلك المخاوف والسعي للتغلب عليها، فالتعرّف جيدًا على الذات هو سر تعزيز مهارات الذكاء العاطفي”.

ونبهت “الناصر” إلى ضرورة التفكير في الأمور التي حدثت معك وتحليل ردود فعلك تجاه المواقف التي واجهتها خلال اليوم، وما هي الأسباب التي جعلتك تغضب؟ هل تعرضت للانتقاد؟ كيف تصرفت خلال هذه المواقف؟ هل وافقت على القيام بأمر كان يجب عليك رفضه لأنك لم تخصص الوقت الكافي للتفكير به؟ اسأل نفسك جميع هذه الأسئلة وستلاحظ حتمًا تحسنًا ملحوظًا في مهارات ذكائك العاطفي وقدرتك على التواصل والمحافظة على علاقات جيدة مع الآخرين.

وقالت: “تذكر أنك مسؤول عن طريقة تعاملك مع جميع الأمور والمواقف، لذا احرص على تبني موقف إيجابي وبنّاء وتعزيز علاقاتك مع جميع الأشخاص الذين يحيطون بك، وتجنّب إلقاء اللوم على الآخرين، وتجنب أيضًا التفكير في الأمور السلبية وتبنى الأفكار الإيجابية، وابتسم على الدوام وركّز على الأمور الإيجابية الصغيرة والكبيرة منها على حد سواء”، مشيرة إلى أن الشعور بالامتنان والتقدير لجميع الأمور الموجودة في حياتك هو أفضل وسيلة لتعزيز مهارات ذكائك العاطفي.

ودعت إلى الاستماع إلى الجسد، وأضافت: “إن انقباض معدتك أثناء القيادة إلى العمل قد يكون دليلًا على أن عملك هو مصدر التوتر، والاستماع إلى هذه الأحاسيس والمشاعر الكامنة سيكون إشارة تسمح لك بمعالجة السبب بما تتمتع به من القدرات والذكاء”.

وذكرت “الناصر” أن إدراك المشاعر والعواطف الذاتية إحدى الخطوات الأولى للانتفاع بمهارة الذكاء العاطفي، والوعي بالذات يشتمل على الوعي والإدراك بجوانب الذات المختلفة لنصل إلى فهم أفضل.

واستطردت: “اسأل نفسك: كيف تشعر اليوم؟ ابدأ بتصنيف شعورك العام على مقياس من 0 و100 وكتابة النتائج في أسفل كتاب السجل اليومي، إذا بدت مشاعرك متطرفة يومًا واحدًا فكر لمدة دقيقة أو اثنتين بأي أفكار أو ارتباطات تبدو متصلة بهذا الشعور وبالتالي ينمو الذكاء العاطفي لديك”.

وتناولت أهم الخطوات لتفعيل سحر الامتنان في حياتك وهي؛ إدراك النعم وملاحظتها والإحساس بها، وتقدير قيمة النعم في حياتنا ومعرفة أهميتها، والحمد والشكر لله على وجود هذه النعم، واستشعار بالسعادة والبهجة لوجود هذه النعم.

وأكدت أهمية الحفاظ على الهدوء والتوازن عندما تصبح بيئة العمل أكثر توترًا، وأن يكون لديك وعي بالحقيقة التي لا بد أن تتقبلها أنك لا تستطيع أن تتحكم بكل شيء في مكان العمل، إنما ابحث عن وسائل تساعد على فهمك قبل اتخاذ أي قرار، وقالت: “عندما تكون ذكيًا عاطفيًا تعمل مشاعرك لصالحك وليس ضدك”.

وشددت على ضرورة الإصغاء لما يقوله الآخرون، فالإصغاء لا يعني الاستماع العابر لأحاديث الآخرين، إنما يشمل؛ إظهار الانتباه والتركيز، وطرح الأسئلة، وإبداء ردود الفعل والآراء بغض النظر عن الدور الذي تلعبه في العمل سواء كنت قائدًا أو عضو فريق، فإن الإصغاء الجيد يُظهر شغفك ورغبتك في العمل مع الآخرين لتحقيق أهداف المنظمة.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمته ديوانية الموارد البشرية بعنوان “فن الذكاء العاطفي للمقبلين على العمل والموظفين”، وأدار الحوار استشاري وكاتب في علوم الموارد البشرية هيثم المسكين، وذلك يوم الأربعاء 17 يونيو 2020، عبر منصة “إنستجرام”.


error: المحتوي محمي