العماني: حتى التافه يسمى إعلاميًا إن صنع محتوى.. و«الورقية» تحتضر بسيطرة «الرقمية»

اعتبر الكاتب فاضل العماني أنه ليس من المهم أن يكون الإعلامي خريج إعلام ويعمل في صحيفة أو تليفزيون ليكون إعلاميًا فمن وجهة نظره الشخصية – وهو له رأي متطرف على حد قوله – في تعريف الإعلامي أنه أي شخص يصنع محتوى إعلاميًا وإن كان تافها فهو بلا شك إعلامي.

وأكد أن المشكلة ليست في المسمى بل في قيمة المحتوى الذي يقدم مبينًا أنه إعلامي بشكل مبدئي وبالنظر للمحتوى وقيمته يتضح كونه إعلاميًا ساذجًا أو حقيقيًا.

وأشار إلى أن الإعلام الرقمي هو المسيطر على العالم، مؤكدًا أن الورقي سينتهي لا محالة وعلى سبيل المثال فالصحف في المملكة العربية السعودية تندثر يومًا بعد يوم والجريدة المهمة التي شكلت حياتنا ستقفل سواء شئنا أم أبينا.

ولفت إلى خطورة الإعلام الحالي وقيادته للبشرية جمعاء، موضحًا أنه بإمكان تغريدة واحدة إحداث تغيير في وجه الأرض.

وتناول الإعلام التقليدي وما يقصد به سواء إذاعة أو تليفزيون أو مجلات أو صحف، ملفتًا إلى أن الإعلام التقليدي يعيش آخر السنوات قبل انتهائه.

وتحدث عن الأدوار البسيطة التي مارسها الإعلام سابقا وكيفية نقله للأخبار والثقافات وعرضه للعادات والتقاليد وضرب مثالًا على ذلك بقوله: “نحن لم نذهب إلى الصين ولكننا عن طريق الأخبار عرفنا معلومات وأخبار عن الصين أكثر من الصينيين أنفسهم”.

وأوضح أن الإعلام لم يكتف بهذا الجانب بل أصبح يصيغ الأفكار ويشكل ذائقة الناس ومزاجهم فهو الذي يحشد الرأي العام ويكون الوعي الجماعي.

ونفى الاتهام الموجه للإعلام الرسمي وما قيل عنه بأنه قديم وعدم فائدة المحتوى المقدم، مؤكدًا على وجود برامج رائعة بل وأن بعض المحتوى الإعلامي لا يستطيع تقديمه سوى الإعلام الرسمي.

وقارن بين دقة ورصانة الإعلام الرسمي وبعده عن الأخبار الخاطئة وتحريه الصدق وبين الإعلام الخاص وسرعة الإعلامي في كتابة أي شيء كونه يريد السبق لا أكثر، مبينا تفاهة وسخافة الإعلام الخاص وتشجيعه على الجريمة وعلى كثير من العادات والثقافات السيئة.

ونوه على اكتساح النخب الجديدة من الإعلاميين في الوقت الحالي المعروفين بمشاهير السوشيل ميديا وتأثر فئة كبيرة جدًا من الناس بهم فهم نخب جديدة سواء كانت ساذجة أم حقيقية وعلل تسميتهم بنخب لكونهم مجموعة لها تأثير كبير على الناس.

ولفت إلى أن المعلن في الوقت الحالي لا يعرض إعلانه لصحيفة بل يقدمه لمشهور سوشيل ميديا وإن كان محتواه قمة في السذاجة والتفاهة لكون مشاهداته ومتابعيه بالملايين.

وقال: “نحن بحاجة لنقتنع أننا في عصر الصورة وليس عصر الحرف ولكن ذلك لا يعني انتهاءه فالصورة صدى للحرف، وعلى سبيل المثال المقال الذي يقرأ بالمقدرة فإن قوله في تقرير مدته ٣ دقائق يجعله أجمل وأكثر انتشارًا وفائدة”.

وألقى الضوء على الهجرة العكسية من قبل بعض الإعلاميين والمخضرمين واتجاههم من التليفزيون للسوشيل ميديا لكثرة عدد المشاهدات في الإعلام الجديد والتي تفوق المشاهدات التليفزيونية التقليدية.

وأضاف: “نحن في المجتمع الخليجي مازالت ثقتنا في الإعلام الرسمي التقليدي كبيرة جدًا على سبيل المثال عند إصدار قرار بتعليق الدراسة لظروف الأمطار أو الغبار أو ما شابه يتجة الناس أولًا للإعلام التقليدي لرصانته ودقته”.

وأشار إلى أن عرابي الإعلام الجديد غير مؤهلين لكونهم شبابًا صغيرًا هدفه السبق فيكتب أي شيء دون مراعاة للتدقيق والاهتمام بالنحو والإملاء”.

ودعا للمطالبة بوجود قوانين صارمة تنظم وتجرم الإعلام الجديد كونه إعلامًا منفتحًا، مشيرًا إلى وجود محاسبة وملاحقة وتجريم كبير جدًا في المملكة العربية السعودية لكل من يسيء.

وركز على تأثير الإعلام الجديد بشكل كبير جدًا والتغيرات التي أحدثها فكثير من القضايا تم حلها من خلال تغريدة والعديد من القوانين تم سنها عبر صورة وتحولات كبرى في التاريخ الحديث سببها مقالة.

وشدد على ضرورة عدم تحميل الإعلام فوق طاقته فعرض المشكلة وإثارتها وظيفة الإعلام وأن حل القضايا ليست من وظائفه مطلقًا، مؤكدًا على كون الإعلام منظومة صناعية وليس مؤسسة خيرية وأن الصناعة بحد ذاتها خاضعة للعرض والطلب.

واختتم حديثه بقوله: “إن الإعلام الجديد بمنصاته وتطبيقاته الجميلة هو من يقود العالم ويجب على الجميع عدم التأخر في لمس الحقيقة والاقتناع بأن الإعلام الجديد هو المتصدر والمتفوق الآن”.

جاء ذلك خلال استضافة عبر منصة الإنستجرام التابعة للإعلامية الكويتية أفراح كيتي في لقاء حواري حمل عنوان “الإعلام بنسخته الجديدة” يوم الثلاثاء ١٦ يونيو ٢٠٢٠م.



error: المحتوي محمي