من الجارودية.. آل قرين.. مشروع خياطة في الـ7.. طلبت لعبة ماكينة وأتقنت استخدام ذات الـ5 خيوط

استعجلت الطفلة فاطمة حسن آل قرين، ميراثها من أمها، فهي لم تنتظر لتكون سيدة أو شابة أو حتى فتية لتكتسب المهنة منها، بل استعجلت السنين واختصرت أعوام التدريب لتكون خياطة مثلها، ولكن في عمر السبع سنوات فقط، لتمارس مع أمها تلك المهنة في مركزها؛ فالأم “خياطة” والابنة “هاوية خياطة” إلا أنها بارعة جدًا مقارنةً بعمرها.

لعبة
بدأت علاقة فاطمة بالماكينة قبل أكثر من عام، حيث لاحظت عليها والدتها مراقبتها الدائمة لها، خصوصًا أنها تمتلك مركزًا خاصًا بها كخياطة، كما أبدت رغبتها بامتلاك لعبة ماكينة خياطة.

تحولت أمنية الطفلة من لعبة إلى ماكينة حقيقية، بعد أن اقترح والدها أن يعطيها ماكينة منزلية حتى تمارس هوايتها، عن ذلك تقول والدتها مكيه آل عبد الله لـ«القطيف اليوم»: “تفاجأت بعد أن قدمنا لها الماكينة كهدية أنها قامت بقص القماش، ومحاولة تقليدي في عملية الخياطة”.

دمية وطموح
برهنت فاطمة أن الطفل يبقى طفلًا حتى وإن اقتحم عالم الأطفال، فقد ابتدأت ممارسة هوايتها كخياطة بعمل ثياب صغيرة للدمى التي تلعب بها.

وتضيف والدتها: “كأي طفلة أحبت ابنتي أن تخيط ملابس دميتها بنفسها، ورغم أنني كخياطة لا أجد أن عملها كان متقنًا تمامًا في بدايته، إلا أنه يعتبر إنجازًا بالنسبة لعمرها”.

وتتابع: “بين فترة وأخرى تحاول أن تخيط بالماكينة الصناعية، إلا أنني ووالدها كنا معارضين في بداية الأمر، لأن الماكينة كانت صعبة مقارنة بالمنزلية”.

تطور
“آل قرين”، المنحدرة من بلدة الجارودية، تدرس في مدارس رند الأهلية، من المقرر أن تنتقل لـ”جريد 3″، لا تبلغ من العمر غير سبع سنوات و6 أشهر، ويعتبرها والدها أصغر خياطة بالمملكة – حسب تعبيرهما – فقد استخدمت الماكينة قبل عام، أي في عمر السادسة والنصف تقريبًا، وقد كانت في فترة المدرسة تنتهي من مذاكرتها وتبدأ في مراقبة والديها وهما منشغلان بمركز الخياطة، ورغم أنها تهوى الرسم إلا أن تلك الهواية لم تنتصر على الخيط والإبرة.

تقول والدتها: “بدأت تطلب أن تساعدني في مهنتي، لتصبح خياطة مثلي، وكنت أجيبها؛ أن الخياطة مهنة شريفة وكان النبي إدريس (ع) خياطًا، لكني أريد منكِ أن تتعلمي وتدرسي في مدارس عالمية كي تخدمي مجتمعك وتنالي أعلى المراتب”.

وتتابع: “بين فترة وأخرى يقوم زوجي بإعطائها بعض الدروس الخفيفة في الخياطة تحت إشرافي، وكنت أقوم بقص القماش وهما يخيطان، زوجي وابنتي، وقد استغلا فترة الحجر المنزلي لمساعدتي في الخياطة، حتى أتقنت الخياطة دون التفصيل”.

وتضيف: “كانت البداية طلبها لماكينة لعبة، فأهديناها ماكينة حقيقية من أنواع المكائن المنزلية كما أسلفت، إلا أن عشقها للخياطة جعلها تحاول التطور خطوة خطوة، فقد انتقلت من المنزلية إلى الماكينة الصناعية، ثم ماكينة أم ثلاثة خيوط، وأخيرًا ماكينة بخمسة خيوط”.

مساعدة لـ”بنت اللومي”
تساعد فاطمة والدتها المعروفة بـ”بنت اللومي”، في خياطة إحرامات الصلاة، وتركيب الأكمام وسرفلتها، باستخدام ماكينة السرفلة الصناعية ذات الخمسة خيوط والمنزلية بـ ثلاثة خيوط.

تختتم والدتها الحديث بقولها: “أفخر بابنتي كثيرًا، فقد أنجزت بنفسها ثياب دميتها كما أنجزت إحرام صلاة، وحتى اليوم لم تحاول أن تجرب التفصيل لأنه مختلف عن الخياطة فهو يحتاج مهارات ودراسة وممارسة أكثر، وحاليًا هي تخيط معي وتجهز طلبات الزبائن وتستقبلهم، فهي محبوبة لديهم كونها تمتلك شخصية اجتماعية”.

ثوب دميتها الأول

من أعمالها في مساعدة والدتها

ماكينتها الأولى


error: المحتوي محمي