عن الفقيد الراحل ..الملا محمد مسيري

في ليالي السبت حين يجتمع في البيت مجموعة من الفضلاء من أهل العلم الذين نستفيد من محضرهم في تذاكر المسائل العلمية والتي قاربت على الخمسة والثلاثين عامًا لم تتوقف حتى في الأسفار كانت ليلة السبت هي مورد اجتماعنا وتذاكرنا.

وفي السنوات الأخيرة كان للعلامة الشيخ عبد الله الدرويش الدور الرائد في استقطاب الخطيب الكبير الملا محمد مسيري إلى منزلنا لإحياء مجلس الحسين عليه السلام بذكر مصائب أهل البيت عليهم السلام ليذكي جمرة الأسى والحزن مما كان مورد احتفاء الفضلاء به وربما تكون تلك الليلة التي يحضرها مخصصة له مع طيب حديثه وإخباره عن الماضين الذين عاصرهم من المراجع والفقهاء وعلماء البلد الذين كانوا يكنون له المحبة والاحترام وخصوصًا علاقته الكبرى مع العلمين الكبيرين  الشيخ فرج العمران والشيخ علي بن يحيى، رحمهما الله، كما كان يذكر العلاقات مع كبار علماء الأحساء القدامى كالشيخ عبد الوهاب الغريري والشيخ أحمد الطويل ممن كان مورد اهتمامهم به وتقديم العناية له والوقوف بجانبه حتى في أحلك الظروف فكان الخطيب البارع في عصره في ربوع الأحساء مقابل خطباء بارعين يشار لهم بالبنان من آل الشخص الكرام كالسيد عبدالله والسيد محمد حسن، فلا يكاد يخلو مجلس في الأحساء من حضوره وخصوصا في اليوم السابع من المحرم وهو يثير العجاج لمصيبة أبي الفضل العباس.

واليوم وقد رحل هذا الخطيب البارع الذي يؤنسك بحديثه ومجالسته وحفظه لأبيات الشعر وخطب نهج البلاغة وقصص الماضين وتواريخهم والسيرة لآل محمد صلى الله عليهم أجمعين ليبعث الأسى والحزن في قلوب ذويه ومحبيه صب الله على قبره شآبيب الرحمة والرضوان.



error: المحتوي محمي