متحدثة عن الوسواس القهري.. آل سلاط: علاجه مرتبط بالمصاب.. والمعنوي هو الأقوى

أوضحت الاختصاصية الاجتماعية زينب علي آل سلاط أن التنفس يساعد الإنسان على إخراج كل ما بداخله من أمور نفسية غير طبيعية، ويشعر من خلاله بالاستقلالية، كذلك يدل التنفس بشكل عام على أن الشخص يتعرض إلى سيطرة عاطفية أو إلى التقيد الحركي عند الطفولة.

وبينت “آل سلاط” أنَّ عملية التنفس هي التي تربطنا بالعالم من حولنا، بمعنى “أنت تتنفس إذًا أنت على قيد الحياة”.

وقالت إن الذي يُميز التنفس عن بقية العمليات الأخرى أنه من أكثر عمليات التواصل والتشارك بين الأشخاص، لأنك عندما تكون في مكانٍ ما ولا تريد أن يلمسك أحد، فأنت تستطيع منع ذلك، لكن التنفس ليس بإمكانك أن تمنع نفسك منه، فهناك من يُشاركك في الهواء في كل مكان أنت موجودٌ فيه.

جاء ذلك خلال استضافة “آل سلاط” من اللجنة الصحية التابعة لجمعية تاروت الخيرية، حيث قدمت محاضرة بعنوان “العادات السلوكية (المرتبطة بالتنفس) ودلالتها في الصحة النفسية الاجتماعية”، عبر “إنستجرام”، يوم الخميس 11 يونيو 2020م.

وعرَّفت الاختصاصية الاجتماعية مفهوم العادات السلوكية بالنشاط أو الطقوس المتكررة، يتصرف الفرد بمقتضاها على نحوٍ خاص، وتبدأ من العقل اللاواعي، من غير شعور بها، وأحيانًا تنتقل إلى الوعي والإدراك.

وذكرت أن أشكال العادات كثيرة ومتعددة منها؛ عادات مرتبطة بالتنفس، وأخرى بالفم، وهناك سلوكيات مرتبطة بالنطق والكلام مثل؛ الثرثرة، والكلام السريع، والتأتأة، والفأفأة، والتذمر، وكذلك منها العادات التي نعتبرها غريبةً نوعًا ما كالعبث بالأنف، وأصابع القدم، والتجميع والتخزين، والمبالغة في المواعيد، وغيرها.

وتطرقت إلى العادات السلوكية التي تتعلق بالثنائية المتناقضة ومنها؛ الاستقلالية والتبعية، والتقدم والتراجع، والأخذ والعطاء، والتعبير والكبت، والتواصل والانفصال، وغيرها، وكل هذه الحالات تحدث بشكل تذبذب عند صاحبها.

وعرضت أمثلة عن العادات المرتبطة بالتنفس منها؛ حبس النفس، والتدخين، والعطاس، وكلها عادات مرضية، وأحيانًا تكون مزمنة إذا لم يرغب صاحبها في التخلص منها.

وركزت على عادة التدخين لأن الكثير من الناس يمارسونها ومن ضمنهم المراهقون والفتيات، مشيرة إلى أن التدخين يكون أقرب للإدمان ويتحول إلى عادة مزمنة يصعب التخلص منها، ويظهر على الأشخاص أعراض قلق وتوتر، وغالبًا ما يكون التدخين هروبًا من الواقع الذي يعيشه المدخن.

وأرجعت السبب في ذلك إلى أنَّ الإعلانات التجارية ساهمت بشكل كبير في صنع الصورة المثالية والخيالية في ذهن المدخن، فأغلبها يصوره كنوع من أنواع الرفاهية وأن المدخن شخص مغامر، لكنه في الواقع غير ذلك، وهذا ما يُضعف ثقته بنفسه ويجعله متوترًا قلقًا، وتصرفاته غير عقلانية توصله للشعور بالعجز.

وأشارت إلى أن المراهقين المدخنين يريدون المتعة والإحساس والشعور بالحرية في هذا العمر، والتدخين هو ما يوصلهم إلى هذا الشعور!

وشرحت الفرق بين العادات السلوكية التي ذكرتها آنفًا والوسواس القهري، وذكرت أن هذه العادات قد تتحول إلى وسواس قهري لأنها ميول لممارسة تصرف أو سلوك على نمط محدد ومتزامن، كما أن العادات السلوكية لا تُعيق حياة صاحبها، لأنه اعتاد عليها ويشعر بلذتها.

ونبهت قائلة: “عندما تتطور هذه العادات وتتحول إلى وسواس قهري، تكون هناك مؤشرات تظهر على صاحبها، كأن يؤذي نفسه والآخرين، فيكون بحاجة كبيرة إلى مراقبة واهتمام واحتضان ولجوء إلى المختص، ويدخل في دوامة من الألم والقلق، ولا يشعر باللذة التي كان يشعر بها صاحب العادة السلوكية، إنّ هذه الأمور كلها تدل على وجود مشاكل في دماغ المريض فيجب المسارعة في علاجه”.

واختتمت المحاضرة قائلة: “إنَّ الشفاء يكون مرتبطًا بالشخص ورغبته في التخلص من الوسواس القهري، لذلك لا بد من العمل على الشفاء بقوة، بتجنب مشاعر الألم والحزن والابتعاد عن كل ما يُسيء إلى حالتك النفسية، حافظ على صحتك العامة وتقبل نفسك وكن واثقًا بها، فالعلاج المعنوي هو أقوى علاج للتخلص من العادات السلوكية المزمنة، اقرأ كثيرًا عن هذه العادات السلوكية ودرِّب نفسك على كيفية التخلص منها، لتعرف كيف تعالج نفسك وترممها من الداخل”.


error: المحتوي محمي