من صفوى.. السيهاتي مستشار في الجيوفيزياء.. يروي رحلة نجاحه من بائع كنافة إلى «لايرز فود ترك»

جعل من تحديه لمجموعة من الشباب كانوا يتذمرون ويكثرون من الشكوى والبطالة وغلاء الأسعار والضرائب، انطلاقة ليبدأ بالبحث عن مشروع بسيط ويضع له بصمات مميزة ليحقق نجاحًا باهرًا وشهرة ذاع صيتها، إنه الشاب مصطفى ياسين السيهاتي.

يعمل “السيهاتي” مستشارًا في برامج وعلوم هندسة الجيوفيزياء علوم الأرض في شركة أمريكية للتنقيب عن الغاز والنفط، وحاصل على درجة البكالوريوس في تخصص علوم الأرض من أمريكا، وحاصل على درجة الدبلوم من الجبيل الصناعية تخصص إدارة الأعمال، ومؤسس وصاحب مشروع “لايرز فود ترك”.

كان للدكتور ماهر آل سيف لقاء خاص معه ضمن برنامج “رواد من صفوى”، وذلك يوم الثلاثاء 9 يونيو 2020م، عبر منصة “إنستجرام”، ليحكي تجربة جديدة لإثبات الذات وزيادة الدخل وقصة ملهمة للشباب، تثبت أن بإمكانهم البدء بمشروع بسيط.

وأوضح “السيهاتي” أن “الفود ترك” عربة طعام متنقلة وانتشرت بشكل واسع في المملكة العربية السعودية منذ عام 2015م، وموجودة في ست محافظات في المملكة.

بدأ مصطفى التحدي في عام 2017م، ليثبت للجميع أن الشباب قادر على أن يبدأ بشيء بسيط ولافت للانتباه، ومن هنا انطلق مشروعه “لايرز فود ترك”، حيث كانت عربات الفود ترك بالقطيف اثنتين، في حين كانت مدينته صفوى خالية من هذه العربات.

وطرح فكرة المشروع على بلدية صفوى، وحازت على إعجابها، وعلم المتطلبات والمواصفات والمقاييس، منوهًا إلى أن المشروع يتطلب رخصة البلدية.

وقال “السيهاتي”: “كان أمامي خياران، إما أن أذهب للصين أو الرياض لتصنيع العربة، ووقع اختياري على الرياض حتى أتمكن من متابعة التصنيع خطوة بخطوة وأن تكون العربة بمواصفات ذات جودة ومختلفة عن باقي العربات”.

وأضاف: موقع “الفود ترك” مسارات تحددها البلدية ومن خلالها يتم اعتمادها، ووقع اختياري على مكان مظلم في مدينة صفوى ليستهدف فئات كثيرة ويكون مأمنًا للأطفال مع وضع إنارة وديكور ابتكاري لافت للأنظار”.

وبين أن كلمة “لايرز” تعني طبقات الشوكولاتة، وهذا الاسم له علاقة بتخصص دراسته في علوم الأرض، مشيرًا إلى أن عربته تشبه المركبة الفضائية.

وذكر أن مشروعه مر بثلاث خطوات، الخطوة الأولى صنع الكريب والوافل وميني بان كيك، وذلك لحبه للكريب وخبرته بجودة الشوكولاتة البلجيكية رغم ارتفاع أسعارها، لافتًا إلى أن الخدمة الممتازة والجودة العالية سبب لنجاح وتميز أي مشروع مهما كان بسيطًا.

وتابع: “في الخطوة الثانية أضفنا سبانش لاتيه، وحتى يكون مميزًا قمنا بعمل حملة تسويقية من نوع مغاير، حيث استخدمت “الثلج الجاف” وعند سكب الماء عليه يصدر منه دخان، ليطلق عليه البعض مشروب أبو الدخان”.

واستطرد: “في الخطوة الثالثة كان للتحدي نجاح آخر، حيث انطلقنا للمشاركة في مناسبات الأعراس النسائية وإنجاز مهمتنا بصنع الحلى والمشروبات بوقت قياسي ونقوم بتقديم الخدمة لـ500 سيدة خلال ساعة ونصف الساعة”، مشيرًا إلى أن نشاطهم امتد من الخبر إلى الجبيل، وكذلك في الرياض تم طلبهم للمشاركة.

وقال إن “فود ترك” نوعان؛ إما أن تكون عربة سحب أو سيارة تحتوي على ماكينة ومقود، لافتًا إلى أن عربة السحب صعبة الحركة لكن يمكن تحريكها عند حدوث عطل، خلاف عربة السيارة سهلة الحركة لكن عند حدوث خلل لا يمكن تحريكها.

وأوضح أن حجم “فود ترك” يبدأ من متر إلى 10 أمتار، والعرض متران و20 سم، بينما الارتفاع يبلغ 2,30 سم، فالشكل والحجم يلعب كل منهما دورًا في التكلفة المالية للعربة وكذلك الجودة، وتبدأ أسعارها من 15 ألف ريال بدون الأجهزة إذا كانت بسيطة وصغيرة، وقد تصل إلى ما بين 80 و100 ألف ريال إذا كانت كبيرة ومميزة.

وأكد أن أكبر العقبات التي واجهته هي المولدات الكهربائية، فالعطل قد يواجههم بدون إنذار، مشيرًا إلى أن أسعار المولدات تبدأ من 15 ألفًا وتصل إلى 50 ألف ريال، وذلك يتوقف على نشاط “فود ترك” والأجهزة المستخدمة فيها.

ونوه إلى أن امتلاك النساء لعربة “فود ترك” أمر صعب إذا لم يكن معها رجل يساعدها، فلن تصمد بسبب مشاكل مولد الكهرباء.

وتابع: “طالما هناك إيمان وثقه بالله وثقة بالنفس أنك قادر على أن تفتح مشروعًا وتديره وتخطط له وتواجه به الناس والاهتمام بالجودة والخدمة، سيتحقق النجاح”.

وتحدث عن نقاط القوة لمشروعه “لايرز فود ترك”، موضحًا أنها؛ الثقة بالله وبالنفس، وأن المنتج يتسم بالجودة، حيث يرفض مبدأ الغش بنوع الشوكولاتة البلجيكية ولا يستخدم إضافات عند تذويبها، إضافةً إلى وجود smart menu يُغري العملاء، وتوفر البيجر عند الانتظار، وأن يحتوي الباكيدج على شعار ولوجو، مؤكدًا أن السعي للتطور باستمرار يجعلك منافسًا قويًا.

وتطرق بالحديث إلى المشاريع التي بدأها برأس مال صفر، فعندما كان في المرحلة الدراسية قام ببيع الكنافة، حيث اتفق مع صاحب محل الكنافة على أن يأخذ طاولة ومنتوجات الكنافة ويبيعها، وقال: “هذا مشروع بسيط لكن لا تستهينوا به فقد تكون أرباحك السنوية مرتفعة”.

وأضاف: “عملت أيضًا بتركيب صناديق البريد السعودي “واصل”، والبعض اندهش وتساءلوا: أنت درست في أمريكا، فكيف لك أن تقوم بهذا العمل الذي لا يتناسب مع شهادتك الجامعية؟”، موضحًا أن العمل مهما كان صغيرًا وبسيطًا أفضل من أن تكون معتمدًا على غيرك.

وبين أن ما يميز “لايرز فود ترك” هو السعي لإرضاء العملاء وتعريف أكبر عدد من الناس بالمشروع، وذلك بإقامة احتفال سنوي واستضافة فرق شامية لاستقطاب الناس، ومستقبلًا بصدد افتتاح فروع أخرى.

فيديو:



error: المحتوي محمي