المهنا: تتبعوا خيال أبنائكم وتفهموا أسئلتهم.. فخلفها طفل موهوب

ركز اختصاصي الموهبة والإبداع حسين المهنا، على ثلاث حلقات للعالم “زونزلي”، أحد أكبر المهتمين بمجال الموهبة في الثمانينيات، وهي؛ القدرة فوق المتوسط، والقدرة الإبداعية، والدافعية وهي المثابرة والاستمرار.

وحذر “المهنا” من مقارنة الطفل في قدراته، لأنها تؤدي لضعف الأداء في المستقبل، فنستطيع التعرف على مواهب الأطفال، ورعايتها بالدعم والتنمية، وقد يكون في الأسرة أكثر من طفل موهوب، كل في مجاله، بل لا بد من تعريضه لبعض التجارب العلمية والبرامج والأنشطة لنحدد هل وصل لمرحلة الإبداع أم لا.

جاء ذلك في محاضرة بعنوان “أطفالنا كيف يبدعون”، والتي قدمها “المهنا” خلال استضافته من قبل مركز المشكاة للتنمية البشرية، يوم الثلاثاء 17 شوال 1441هـ، عبر “إنستجرام” و”يوتيوب”.

حلقات زونزلي
وقال “المهنا” إن القدرة فوق المتوسط عند الموهوبين، هي أن يكون ذكاؤه فوق 130، بدرجات الذكاء أو متميز في أحدى المجالات كالرياضيات، أو في العلوم الأخرى، كأن يكون متميزًا في التركيب والفك، أو التصميم، ومتفوقًا على أقرانه، من هم في مثل سنه.

ودعا لتنمية القدرة الإبداعية لدى الطفل، وتعليمه كيف يخرج من دائرة الصندوق، بينما تساعد الدافعية وهي المثابرة والإصرار، على الإنجاز في المجال الذي يبدع فيه، باعتبارها الحلقة الأهم، فبدونه تنقص خاصية الإبداع والإنجاز والابتكار.

مواهب
وأوضح أن لكل إنسان موهبة وإمكانيات وقدرات، وعليه الوصول لها، فالبعض ميوله تجارية، أو ميكانيكية، أو تأليف، أو شعر، أو رسم، ويتوجب عليه أن يغوص في ذاته، للوصول لما يمتاز به من موهبة وتنميتها، للوصول إلى سلم الإبداع.

تعريف وصفات
وعرف “المهنا” الموهوب بالشخص الذي يبرز في مجال معين، أو عدة مجالات، ويتفوق على أقرانه الذين هم بمثل عمره، ويشهد له من حوله بذلك، داعيًا لتقديره من قبل المجتمع.

وبين أن هناك صفات نكتشف من خلالها موهبته، كخياله الواسع، والأسئلة التي يطرحها، أو عن طريق الملاحظة والمقارنة، فهناك طفل عمره ست سنوات، يستطيع أن يكتب كلمتين، وآخر يكتب قطعة كاملة.

وأضاف: “يمكننا معرفة موهبة الطفل عن طريق التزكية من المعلمين، أو الوالدين”، محذرًا من إحباط الطفل في حال عدم إتقانه للعمل، بل لا بد من تشجيعه بتكرار المحاولة، فالدافعية مهمة جدًا، على صعيد الأسرة أو الطفل لينتج مهمته.

وتساءل: “كيف ننمي مواهب الطفل؟”، مجيبًا: “يأتي ذلك من خلال غرس الثقة في الطفل، عن طريق مهارة الحوار والتواصل والإلقاء ومهارات التفكير، والقبعات الست، وتهيئة البيئة المناسبة، وإعطائه مشكلة، ومراقبة كيف سيحلها، عن طريق استخراجية الإبداع، ومخالطة الموهوبين، وتنمية مهاراته الاجتماعية، وقص قصص المبدعين”.

ونصح باستغلال البرامج الإلكترونية لتنمية الموهبة التي يمتلكها، وتطوير التفكير الإبداعي، والاستفادة من البرامج والألعاب لتنمية قدرات ومهارات أطفالنا، خاصة الذين يملكون ذكاءً اصطناعيًا لصناعة طفل موهوب، وتعليمه كيف يدير الأولويات، وتنمية إحساسه بالمسؤولية، وصياغة هدف واقعي ومحدود، والمشاركة في المسابقات العلمية.

مؤشرات الموهبة
وذكر بعض المؤشرات للموهبة، مثل أن يفكر قبل أن يتكلم، أو يعتذر بعد أن يخطئ، أو يقوم بشيء أكبر من عمره، مثل تفكيك شيء وإعادته، فإذا لم ينجح فإن على أحد الوالدين أن يساعده في ذلك.

وتابع: “قد يسأل بكثرة، أو يكون أسلوبه مميزًا، أو لديه قدرات حركية مميزة، والتعلم السريع، والاعتماد على نفسه، وذو جرأة في الطرح، وتركيزه عال، ويقوم بتقديم الحلول، وحب الاستطلاع، ولديه محصول لغوي وحسابي، ويتوقع النتائج، ولديه دافع داخلي للتألق، ويحب المغامرة والاكتشاف”.

مشكلات سلوكية
وأوضح أن المشكلات السلوكية لديهم مثل الأطفال العاديين، كالانطوائية، والقلق، والإحباط، والاكتئاب، والخوف، فيحتاج الطفل وقتها لتعديل سلوك، وإلى متخصصين لحلها، كما يجب المبادرة بتغيير سلوكيات الوالدين الخاطئة، لما لها من تأثير على سلوكيات الأبناء.


error: المحتوي محمي