استضاف المعلم حسين الفرج، عبر قناته على “تليجرام” “مهارات التربية والتعليم”، يوم الثلاثاء 9 يونيو 2020م، اختصاصية التغيير وتعديل السلوك ريما سليمان، في لقاء بعنوان “التربية بين الحاضر والماضي”، للحديث عن سحر التربية بتطبيق الأدوات الإيجابية.
وأكدت “سليمان” أن منهج الثواب والعقاب الذي تربى عليه الكثير منهج سطحي يعمل على إيقاف السلوك السلبي عن طريق الضرب أو الصراخ أو الحرمان، ولكن لا يحل جذر المشكلة، ونتائجه ظهرت بعد أن أصبحنا بالغين، كما نلاحظ الخلل في هذا المنهج عندما نواجه شخصيات في المجتمع بسلبيات مختلفة كقلة الثقة بالنفس، والعصبية، والبطالة، والتنمر، والخيانة، والخوف وغيرها.
وقالت إن علماء النفس قاموا بعمل دراسة على هذا المنهج، واكتشفوا أن الأطفال مع الوقت يصبحون شخصيات انتقامية، وناقمة، ومتمردة، وانعزالية، وتعاني من جلد الذات الدائم، لذا من الواجب إيقاف هذا المنهج وتطبيق أسلوب تربية أبنائنا بأدوات التربية الإيجابية التي تجعل رحلة التربية ممتعة وسهلة وتجعل شخصية الطفل متوازنة وناجحة في الحياة الاجتماعية والعملية.
وأضافت: “منهج التربية الإيجابية يحتوي على أكثر من 50 أداة للتربية ويركز على إشباع الحاجات النفسية وتطوير المهارات الإبداعية عند الطفل، وعند تطبيق هذا المنهج يصبح الطفل قادرًا على تحمل المسؤولية وتحديد أهدافه، ومتعاونًا، ويتقبل الرأي الآخر، وكذلك يلتزم بالصح والخطأ ويدير غضبه وعصبيته ويمتلك مرونة في التعامل”.
ونبهت “سليمان” إلى أهمية ترك الطفل ليشعر بمشاعره وعدم إيقافها، وتعريف مشاعر طفلك عند شعوره بالخوف أو الغضب مع إظهار ثقتك بالطفل، وهذه الأداة تهدف إلى أن يشعر الطفل بوجودك وإحساسك معه بدون استنكار لمشاعره، مشيرةً إلى أن تطبيق هذه الأداة مع الزوج أو الزوجة أو أي شخص يحل الكثير من المشاكل.
وتناولت الأداة الثانية من أدوات التربية الإيجابية، وهي إعطاء الطفل اختيارين محددين، وترك حرية الاختيار له، فهذه الأداة مهمة وتشعر الطفل بأهميته وانتمائه والاحترام المتبادل وتعلم مهارة التفكير وتجنب العناد، منوهةً إلى أن المعلومات والمعرفة قوة.
وتابعت: “سؤال الطفل وإعطاؤه فرصة للتفكير والإجابة عن الأسئلة يساعده كثيرا ليركز على إيجاد الحلول”، لافتة إلى أن تقسيم المهام يجعل الطفل يتذوق طعم النجاح، وذلك بتصغير المهمة لخطوات صغيرة ومساعدته في أول خطوة وتعليمه المهارة، فهذه الأداة تحمي الطفل من قلة الثقة بالنفس وليشعر بالحماس والإنجاز ليكمل مهمته.
وبينت أن المشاعر السلبية المكبوتة في أجسامنا تتحول عبر السنين إلى أمراض مزمنة أو خطيرة، ومن الواجب تعليم أطفالنا أن مشاعرنا وغضبنا إحساس طبيعي لكن سلوكنا في التعبير عن هذه المشاعر ليس صحيحًا في أغلب الأحيان، ويجب السماح للأطفال بأن يخطئوا ولا يهتموا لرأي الناس.
وتطرقت “سليمان” إلى طرق تفريغ الغضب بأن يتحدث الطفل عما يزعجه أو بحضن والدته أو يلعب بألعابه، إضافةً إلى رسم ما يضايقه، مؤكدة أن هذه الأداة تجعل الطفل يتقبل مشاعره بدون إحساس بالذنب، وهذه الأداة تستخدم لاختيارات الملل والحزن وحل المشاكل.
وذكرت النقاط التي تساعد كل أم على أن تكون سعيدة في أغلب الأوقات، بحمد الله وشكره في كل لحظة على النعم الكبيرة والصغيرة التي وهبنا إياها، ومحبة أولادنا بعيوبهم وأخطائهم، ومحبة كل ما نملك، وعدم الشكوى، وكذلك التخلص من أغلب المعتقدات المعيقة التي تربينا عليها، ولا نستهين بعقول أطفالنا، وأن نترك لهم مساحة للتعبير عن آرائهم، وتعليمهم الاعتماد على أنفسهم في الدراسة، وتعويدهم على قراءة الكتب التي تتحدث عن النجاح والمال والسعادة بوضعهم في المكتبة وترك لهم حرية قراءتها في مرحلة المراهقة.
واختتمت بقولها: “إعطاء أطفالنا مساحة من الحرية وتفريغ طاقتهم وتعويدهم على ترتيب الفوضى التي أحدثوها والمشاركة في بعض القرارات، يترك للأم فرصة للاهتمام بنفسها جسديًا وفكريًا ومعنويًا، وممارسة هواياتها، فتشعر بالسعادة بعيدًا عن الضغوط”.