العنوان يمثل سؤالًا إجابته لكل امرأة تعبت لتجهيز مائدة الإفطار، حيث لولاكن لم رمضان ليكتمل، أنتن الأخت والبنت والأم والزوجة زرعتن روح السعادة في البيت من إعداد الإفطار، ومن كان يعتمد على الخادمة أو الشيف فقد خسر السعادة واللذة في تذوق القيمة المعنوية التي تقدمها المرأة إلى أسرتها من حب وتقدير أثناء تجهيز وجبة إفطار رمضان.
تقدير واحترام لهن من تحمل لهيب حرارة الزيت وحرارة الفرن، والوقوف على الأقدام 4 ساعات أو يزيد في تجهيز الإفطار، الشكر قليل في حقهن لما يقدمنه من طاقة جبارة في التحمل والصبر، فهن يحرثن مزرعة خصبة قابلة إلى نمو الحب الأسري الحقيقي، مع الأسف بعض المسلسلات تفتح علبًا مزيفة من اصطناع الحب بكلمات رومانسية، والبيت يعتمد على الشغالة في تجهيز الإفطار، نعم لست أنفي أن الكلمات الرومانسية لها أثر جميل، لكن الكلمات لا تصمد أمام ما يعملنه ربات البيوت من حب فعلي وحقيقي.
حين تعد الأمهات ويجهزن ويزين مائدة الإفطار ثم العائلة تتوج المائدة بالجلوس على المائدة المعدة من ربات البيوت يصحب لمة الجلسة نوع من الألفة والمحبة، فينبغي علينا نحن الرجال والأولاد والشباب ليس تقديم الشكر فقط، بل الوقوف على أصابع القدم في تقبيل تيجان رؤوسهن، وأن نكافئهن في العيد بهدية معنوية ومادية تقديرًا منا لما بذلنه من صبر وتحمل وزراعة الحب بين أفراد الأسرة.
على المستوى الشخصي، عند تناولي الأطباق حلوة المذاق، أعتقد أن الأمر سهل في إعداد الطعام، وخصوصًا الأكلات التي تعمل بالزيت الحامي، فجربت يومًا أن أمسك جزءًا بسيطًا من إعداد طبق اللقيمات، نظريًا سهل ولا يجب تواجد خبرة ومهارة، استلمت العجينة جاهزة فقط أعمل لها قلي، بمجرد أول قلبة من اللقيمات، أصبحت معركة بين الزيت واللقيمات نتج من بعض قطرات الزيت تقفز من المقلاة تصطاد من أمامها، فوليت هربًا من هذه المعركة، وتركت المطبخ ولم أرجع إليه في هذا اليوم، لكن! هن يتحملن هذا الموقف.
رسالة إلى كل أخت، بنت، زوجة وسيدة، لولا وجودكن كانت سعادة رمضان ناقصة، فهذا الجهاد والتحمل إنما يدل على الصبر والشجاعة والجهاد في سبيل تلاحم الأسرة، فعلًا لا يعرف الشيء إلا أن يجربه، فالشكر والامتنان لكن جميعًا لما بذلتموه من الشهر الكريم، جعله الله في ميزان حسنات أعمالكن.